وتم الكشف عن هذا الأمر، بعد القبض على وينر، إثر اتهامه بالتحرش الجنسي بقاصر تبلغ من العمر 15 عاما، واكتشاف أن حاسبه يحتوي بجانب عدد من الصور والمراسلات التي يتحرش بها بقصر على رسائل "سرية" تخص عابدين.
وكشفت مؤسسة "جوديشيال ووتش" القضائية الأمريكية، المعنية برفع الدعوى القضائية ضد كلينتون ومساعدتها، عن أن حاسب وينر الشخصي كان يحتوي على 18 رسالة بريد إلكتروني تندرج تحت بند "سري للغاية".
وجاءت الرسائل الـ18، التي حصلت المؤسسة على فحواهم، ضمن 798 وثيقة أرسلتها الخارجية الأمريكية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية "إف بي آي".
تفاصيل وأسرار
وتم تصنيف 5 رسائل بريد إلكتروني بأنه ضمن وثائق العمل الخاصة بهوما عابدين في الخارجية الأمريكية، وهي أيضا تندرج تحت بند "سري للغاية"، التي لا ينبغي تداولها خارج نطاق الخارجية الأمريكية.
ولكن "الأزمة الأكبر"، هو أن 13 رسالة بريد إلكتروني أخرى، كانت موجودة على حاسب طليقها، احتوت على معلومات سرية حول عمل كلينتون في الخارجية.
وتضمن الرسائل الـ13 مناقشات سرية مع السعودية ومصر ولاهاي وجنوب أفريقيا وزيمبابوي.
والأخطر، أن تلك الوثائق تضمنت أسماء مسؤولي وكالات الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" في سوريا ولبنان والمسؤولين عن الاستخبارات في حركة "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومالاوي.
مكالمة سرية
وتظهر إحدى الرسائل الإلكترونية، تفاصيل مكالمة هاتفية "غير معلن عنها" أجرتها كلينتون مع وزير الخارجية السعودي حينها، الأمير سعود الفيصل، بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2010.
وتضمنت تلك المكالمة السرية تفاصيل تسريبات "ويكيليكس" المتوقعة، وكيفية تعامل البلدين حولها.
كما أرسلت أيضا عابدين عبر حاسب وينر، معلومات سرية عن لقاء أجراه، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدني حينها، جيفري فيلتمان، مع وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان.
ولكن لم تكشف المؤسسة القضائية الأمريكية عن تفاصيل تلك المعلومات السرية التي تم تداولها في رسالة البريد الإلكتروني.
بلاكبيري عابدين
وتحتوي الرسائل الـ13 أيضا على بعض الرسائل الموضوعة تحت اسم "بلاكبيري عابدين"، والتي تم تأريخها بتاريخ 9 يوليو/تموز 2011.
وتضمنت تلك الرسائل تفريغ عدد من المكالمات السرية، التي تمت عبر هاتف "بلاكبيري" الخاص بمساعدة كلينتون، الذي تستخدمه لإجراء الاتصالات السرية غير الخاضعة لمراقبة أي جهة خارجية.
وتضمنت تلك الرسائل تفاصيل مكالمة سرية تمت بين كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
وتضمن المكالمة ملاحظات فيلتمان حول انطباع وزارة الخارجية المصرية عن المحادثات الفلسطينية.
وأظهرت رسالة بريد إلكتروني أخرى بتاريخ 4 مايو/أيار 2012، أن عابدين أرسلت مواد سرية إضافية أخرى من النسخة الاحتياطية لهاتفها "بلاكبيري"، والتي تضمنت مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني ومكالمات سرية.
وقال رئيس مؤسسة "جوديشيال ووتش"، توم فيتون، إن الخارجية اضطرت في النهاية للإفراج نهائيا عن تلك الوثائق الخطيرة، بعد ضغط المحكمة الفيدرالية ومؤسستنا".
وتابع قائلا "هذه المعلومات السرية الموجودة على حاسب وينر، هو جزء من نمط سوء الأمن بشأن المواد المتعلقة بالأمن القومي من قبل كلينتون ومساعديها".
واستطرد قائلا
"تظهر تلك الوثائق أن وزارة العدل بحاجة لإجراء تحقيق جديد جاد بشأن انتهاكات كلينتون وهوما عابدين الواضحة للقانون".
وتعد، هما عابدين، هي أحد مساعدي كلينتون، ذات الأصول المسلمة، التي من أصول باكستانية وولدت في السعودية، ووجهت لها اتهامات بميولها الإسلامية وموالاتها لتنظيم الإخوان المسلمين، بسحب ما نشرته وثائق مسبة من "ويكيليكس" في فترة سابقة.