كان الجيش السوفياتي يعاني كثيرا خلال تواجده في أفغانستان خصوصا اصطدامه بالناس والمجتمع الذي كان مجتمعا منغلقا على نفسه وله عاداته وتقاليده، بالإضافة الى وعورة البلاد وصعوبة البيئة. هذا كله كان عائقا أمام السوفيات لتثبيت حكمهم وسيطرتهم العسكرية على أفغانستان، هذا غير العمل العسكري المدعوم أمريكيا للإرهابيين لمحاربة السوفيات.
المعركة الأشرس في تاريخ المنطقة
خلال قيام قوة مظلية عسكرية سوفياتية بعملية انزال عام 1987 في منطقة جبلية لتعزيز الحدود الشرقية لأفغانستان المحاذية للحدود الباكستانية التي لعبت دورا كبيرا في تصدير المقاتلين الإرهابيين الى أفغانستان المدعومين ماليا وعسكريا من الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة السوفيات.
وكان المخطط العسكري يقضي بتمركز القوة المظلية على مرتفعات جبلية يقارب ارتفاعها حوالي 3234 مترا تطل على طريق غارديز خوست الاستراتيجي الذي يصل أفغانستان بجارتها باكستان. كانت القوة المظلية السوفياتية المعروفة بالفرقة التاسعة وتتألف من 39 عسكريا.
بعد تمركز القوات المظلية يوم 7 يناير/ كانون الثاني وفي تمام الساعة الثالثة ظهرا أقدم المسلحون بهجوم كبير مرفقا بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية، بالإضافة الى استعمال المدافع الرشاشة من مختلف العيارات، وبعد ساعات من القصف المستمر قام حوالي 500 مسلح بمهاجمة القوة المظلية المؤلفة من 39 عسكريا.
ومن ذكريات الرقيب السوفياتي عن المعركة قال فيها " لم أرى شيئا بهذا المثيل من قبل بالرغم من خوضي العديد من المعارك العسكرية وفي ظروف مختلفة، لكن بكلمات كانت المنطقة تتطاير فيها الأشجار والأحجار في الهواء من شدة القذائف والقنابل التي كانت تتساقط بين لحظة وأخرى.
خطة المسلحين والنهاية الغير مرتقبة
كانت الخطة الموضوعة من قبل المسلحين الذين استعدوا للمعركة بدعم ناري كثيف وقصف صاروخي كسر دفاعات القوة المظلية في المرتفعات الجبلية الاستراتيجية، بدات المعركة بهجوم ناري وصاروخي كثيف لساعات أعقبه هجوم للمسلحين فاق عددهم 400 مسلح من مختلف الجهات استطاعوا بعد ساعة من السيطرة على النقطة الأولى.
ونجح المسلحون من خلال الإسناد الناري والصاروخي من تدمير الراديو اللاسلكي التابع للجيش السوفياتي الذي عزل القوة المظلية عن مقر القيادة العسكرية. لكن بالرغم من الهجوم العسكري الذي امتد لـ 12 ساعة ولأكثر من 10 محاولات هجوم للقضاء على القوة المظلية في المرتفع الجبلي.
وبعد 12 ساعة من الصمود قرر قائد القوة بالإنسحاب من المرتفعات نظرا لقلة الذخائر المتبقية معهم. وقتل من الفرقة 6 عسكريين سوفيات مقابل المئات من المسلحين.
وكشفت الإستخبارات العسكرية السوفياتية بيانان ووثائق عن الحادثة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث أفادت التقارير أن المسلحين الأفغان تم نقلهم بالطائرات المروحية من باكستان المجاورة وتم انزالهم في وراء المرتفعات التي كانت تتمركز فيها القوة المظلية السوفياتية.