وقال فيسك في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن "الأسطورة تقول إن صنع أمريكا للسلام في الشرق الأوسط ينبغي أن يكون متكافئا ومحايدا وغير متأثرا بالدين أو الخلفية السياسية أو الأنشطة التجارية لصانعي السلام".
وتابع قائلا
"لكن عندما تتحدث عن أن صناع السلام الرئيسيين الأمريكيين الأربعة هم يهود أمريكان، ومفاوضهم الرئيسي، دينيس روس، وهو موظف سابق في اللوبي الإسرائيلي الأقوى، أيباك، حتى أن صحيفة "معاريف" نفسها ذكرت أنهم أربعة يهود في مهمة رسمية، فنحن نتحدث عن أسطورة أو مقولة فاشلة".
ومضى بقوله "من الصعب تجاهل حقيقة أنه يتم التلاعب بعملية السلام، في ظل سيطرة اليهود الأمريكيين، وأوضح مظاهرها إعادة تعريف الأراضي المحتلة وتحويلها لمناطق نزاع".
واستطرد قائلا "حتى لا يتهمونا بمعاداة السامية، دعونا نتحدث عن أن الأمر ليس مرتبطا باليهود أو الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين، بل هو مرتبط بالصفقات ومن يبرمها".
وأشار فيسك إلى أن "الفلسطينيين يدركون جيدا أن ترامب يؤيد الاستعمار المتواصل وغير القانوني دوليا للأراضي الفلسطينية، ولكنهم اعتبروا الرئيس المروع مبعوثا للسلام".
وعاد فيسك للحديث عن كوشنر، وتطرق للحديث عن وصف دينيس روس لكوشنر، الذي قال عنه إنه "طفل جيد، يمكنه أن يعقد اتفاقا مع إسرائيل، كما لم يسبق لأي أحد آخر، لأنه شخص واقعي، وعلى قدر كبير من الواقعية، فهو يعرف جيدا عما يتحدث، إنه صانع صفقات واقعية".
وقال فيسك: "بالطبع كوشنر كمستثمر عقاري، صانع صفقات واقعية، لكن يبدو أنه تعلم من مدرسة العرب، الذين سبقوه بسنوات طويلة في صنع الصفقات الواقعية، ولعل الأمير الوليد بن طلال المحتجز في فندق ريتز كارلتون، أبرزهم".
وأضاف قائلا "كوشنر قوض من قدرة الولايات المتحدة على أن تكون وسيطا مستقلا لعملية السلام في المنطقة، لكن هذا ليس له علاقة بعرقه أو أصوله اليهودية، بل له علاقة بطبيعته كصانع صفقات واقعية".
وأوضح "إذا ما نظرنا أن بديل كوشنر كان شخصا مسلما، كنا سنجده يبرم صفقات مع شركات في السعودية أو مصر أو الإمارات، أو حتى في رام الله".
وأردف
"الشركات العربية التي تستثمر في شركات مفاوضي عملية السلام، كانت هي البداية، ويمكن أن يكون الأمير السعودي الوليد بن طلال، هو من قص بمقصه تلك الصفقات".
وتحدث فيسك عن أن الأمير الوليد قدم خلال عام 2001 تبرعا بقيمة 10 مليون دولار أمريكي، لصندوق برجي التجارة العالمي، ولأسر وضحايا هجوم 11 سبتمبر/ أيلول، مقابل ألا يتم الزج باسم السعودية في كارثة سقوط البرجين.
ولفت الكاتب البريطاني إلى أن عمدة نيويورك في ذلك الوقت، رودولف جولياني، الذي هو أحد أبرز المقربين من ترامب، أخبر الأمير الوليد بضرورة الاحتفاظ بشيكه، وألا يتحدث عنه أمام العلن، حتى لا يفهم الموضوع بصورة خاطئة.