ويحمل الاكتشاف الرقم العلمي (MUVP-200)، وهي الأحرف التي تعد اختصارا لاسم مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية باللغة الإنجليزية، والتي ينتمي لها فريق البحث.
"منصوراصورس" يحل اللغز
وتحدث هشام سلام الأستاذ المساعد في قسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة، وقائد فريق البحث لشبكة "BBC"، معلنا أن الديناصور هو الأول من نوعه في أفريقيا ويوثق آخر 30 مليون سنة من العصر الطباشيري.
وأشار سلام إلى أن "منصوراصورس" هو سادس ديناصور يتم اكتشافه في مصر، لكنه الأول في مصر وأفريقيا الذي يوثِق حقبة نهاية العصر الطباشيري.
ويبلغ طول "منصوراصورس"، عشرة أمتار ووزنه خمسة أطنان ويبلغ عمره حوالي 75 مليون عاما، ووفقا لسلام فأن وزن الديناصور منخفض مقارنة بالديناصورات النباتية العملاقة من نفس نوعه، والتي كان وزنها يصل إلى 70 طنا، وهو الأمر الذي يتم تفسيره بمعاناة الديناصورات في هذه الفترة من مرض التقزم.
وظل توثيق تلك الفترة الزمنية في أفريقيا صعبا على العلم، حيث تم توثيقها عبر اكتشاف حفريات لديناصورات في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وآسيا وجزيرة مدغشقر، حتى تم العثور على "منصوراصورس".
Presenting Mansourasaurus shahinae: an African sauropod dinosaur that reveals terrestrial vertebrates dispersed between Eurasia & Africa in the post-Cenomanian Cretaceous https://t.co/O9iJLkG1GU pic.twitter.com/9L8hx5Cg5c
— NatureEcoEvo (@NatureEcoEvo) January 29, 2018
وبات الديناصور المكتشف أول دليل علمي يثبت اتصال أن قاراتي أفريقيا وأوروبا كانوا كيانا واحدا قبل أن ينقسما.
وتشير الدراسات إلى أن الديناصورات تشتت وانتشرت بين أوراسيا (قاراتي أوروبا وآسيا) وشمال أفريقيا بعد انفصال أفريقيا عن أمريكا الجنوبية قبل 100 مليون عام.
وكشف سلام أن اكتشاف "منصوراصورس" تطلب التخييم في الصحراء لأسابيع في ظل ظروف قاسية، كما استلزم الأمر تكوين فريق من أكبر عدد من الباحثين للمرة الأولى على مدار التاريخ في مصر والوطن العربي.
"منصوراصورس" الأوحد والأكمل
ويختلف "منصوراصورس"، عن باقي الديناصورات الخمسة التي اكتشفت في مصر من قبل، أنه يعد نوعا جديدا، كما أن عمره الجيولجي أحدث وأكثر تطورا.
ووصف محمد سامح، مدير إدارة الجيولوجيا والحفريات بقطاع حماية الطبيعة ونقطة الاتصال الوطنية لمواقع التراث الطبيعي العالمي بمنظمة اليونسكو، "منصوراصورس" بأنه الأوحد والأكمل من زمنه في أفريقيا.
وترجع أهمية الاكتشاف وفقا لما أكده محمد سامح في تصريحات لـ" scientific America"، إلى ثلاثة أسباب، وهي أنه يعطي إجابة لحقبة زمنية امتدت 30 مليون سنة من العصر الطباشيري، كما أنه يقدم دليلا على هجرة الكائنات الحية من أوروبا إلى أفريقيا والعكس، وأيضا لكونه اكتشاف ينسب لفريق عربي مصري.
معاناة العثور على "منصوراصورس"
تقول إيمان إيمان الداوودي طالبة الماجستير في قسم الجيولوجيا بكلية العلوم، جامعة المنصورة، إن الفريق كان يعمل على اكتشاف بقايا الديناصورات في الصحراء الغربية منذ 2008.
وأوضحت الداووي لـ" scientific America"، أنه تم العثور على "منصوراصورس" عقب رحلة طويلة من البحث بين طبقات من الصخور تحتفظ ببقايا تلك الكائنات في الصحراء.
واستغرق الفريق ثلاثة أسابيع من العمل المتواصل في مكان الاكتشاف، لاستخراج الهيكل العظمي وإجراء المعالجة اللازمة له بنوع من الصمغ، يساعد على استخراج الحفرية في أكمل صورة.
وحرص الداوودي على توجيه الشكر لباقي أعضاء الفريق الذي ضم لجانبها وهشام سلام، كلا من محمود قورة أستاذ الحفريات والطبقات، وسناء السيد المدرس المساعد بقسم الجيولوجيا، وسارة صابر المدرس المساعد بقسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة أسيوط.
المصادر
هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
الموقع الرسمي لمتحف Carnegie Museum of Natural History.
صحيفة Los Angeles Times.
موقع Scientific American.
مجلة nature الإنجليزية.