يتحدث عن نفسه فيقول: "أنا ابن الخيال الشعبي والسير والملاحم والفلكلور، مولع بالتفاصيل الدقيقة و أحشدها في أبنية ذات شعب موصولة بالمسكوت عنه من الواقع الإنساني المؤلم والساحر في آن، فأنا ابن الفلكلور المصري الذي رسخ في وعي طفولتي المبكرة أن لي أختا تحت الأرض يجب أن أحنو عليها وأن أترك لها لقمة تقع من يدي، إن كل ما كتبته من قصص وروايات أنا في الواقع أغوص فيها على صعيد الوقائع الحياتية التي أكاد أزعم بالفعل أن كل ما كتبته من رواية أو حتى أقصوصة من نصف صفحة كان تجربة فنية نابعة من تجربة حياتية".
الطفل المولود في 31 يناير/ كانون الثاني 1938، بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ بدلتا مصر، ابن نكته خفيف الظل، يحب كرة القدم، ويعشق نادي الزمالك، عمل في بداية حياته كمحصل تذاكر "كمسري"، وعامل بمقهى "قهوجي"، وأيضا عامل تراحيل، وكان هذا جزء أصيل لتكوين انحيازاته الأدبية والسياسية، فحتي مع أنه لم ينضم يوما لحزب أو تنظيم سياسي وإن كان أقرب دائما إلى اليسار في كتاباته.
تحتفظ المكتبة لـ"عم خيري" ما يزيد على 70 كتابا، خلال مسيرته الإبداعية التي استمرت لسنوات طويلة، وكان متنوعا في انتاجا، بل واعتبره قطاع كبير من النقاد رائدا للفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة.
وكتب شلبي الرواية، والقصة والمسرح، وكذلك أنتج كتبا ودراسات في النقد الأدبي، و رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب، ومن أشهر رواياته "السنيورة"، "الأوباش"، "الشطار"، "الوتد"، و ثلاثية الأمالى:(أولنا ولد- وثانينا الكومى-وثالثنا الورق)، و"بطن البقرة"، "زهرة الخشخاش"، و"وكالة عطية"، و"صحراء المماليك"، وغيرهم.
ومن إسهامات الـ"عم خيري" في القصة القصيرة "صاحب السعادة اللص"، و"المنحنى الخطر"، و"سارق الفرح"، وغيرهم.
وكتب شلبي كذلك المسرح ، وله اسهامات كبيرة فيه، ومن أبز ما كتبه للمسرح "صياد اللولي"، "غنائية سوناتا الأول"، "المخربشين"، وفي المسرح تحديدا يعد شلبي واحد من أهم الباحثين المسرحيين، إذ انشغل بالبحث في المسرح، وكنوزه، وتمكن من اكتشاف أكثر من مائتى مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، وضمن هذه المجموعة نصا مسرحيا من تأليف الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل وكانت بعنوان "فتح الأندلس" وقام شلبي بتحقيقه ونشره في كتاب مستقل حمل نفس العنوان، صدر عن هيئة الكتاب المصرية في سبعينيات القرن الماضي.
ولم تتوقف اسهامات على الكتابة الأدبية (الرواية والقصة والمسرح) وإنما يحسب له أنه من أدخل فن كتابة البورترية في الصحافة المصرية، ويبقى كتابه "عناقيد النور" واحد من أهم كتب البورتريه في مصر والوطن العربي، بل وسار كل كتاب هذا الفن الصحفي على خطاه حتى يومنا هذا، في "عناقيد النور" كتب الـ"عم خيري" عن 21 شخصية، حولها على الورق إلى شخصيات تنبض بالحياة، وليست مجرد كتابة جامدة، وكتب عن 250 شخصية.
ولم يكن الـ"عم خيري" مشغولا بالحصول على جوائز، ورغم ذلك حصل على العديد منها، ومن أبرزها جائزة الدولة (المصرية) التشجيعية فى الآداب عام 1980- 1981، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 — 1981، وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993، وجائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة الدولى للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ 2002، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب 2005.