يتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من أذرع إرهابية تديرها مباشرة دول إقليمية لم ولن تستكين أمام الإنتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفائه ، وعلى رأسهم روسيا الاتحادية من جهة ، والإنتصار السياسي في مؤتمر الحوار الوطني السوري بسوتشي مؤخراً من جهة أخرى.
فبعد عجز داعمي الإرهاب وأعداء الحل السياسي عن إفشال مؤتمر "سوتشي" نرى أن هذه القوى تسعى نحو التصعيد المباشر ، ويأتي هنا إسقاط الطائرة الحربية الروسية بصاروخ مضاد للطائرات والتمثيل بطيارها ألكسندر إيفانوف بعد إستشهاده في المواجهة مع الإرهابيين.
في حين كانت الطائرة تحلق على علو منخفض فوق منطقة من المفروض أن تكون ضمن إطار مناطق خفض التصعيد في إدلب شمال سورية ، وتأتـي هذه العملية بعد عدة عمليات تصعيد سبقتها ولم يكن أخرها هجوم طائرات الدرون على مطار حميميم وقصفه نهاية العام الفائت وبداية العام الحالي.
إذا وقبل كل شيء من أين جاء الإرهابيون بهذه الأسلحة المتطورة ليتمكنوا من إسقاط أحدث الطائرات الحربية الروسية ؟
الرد الروسي كان سريعاً في على مكان إطلاق النار على الطائرة وحقق أهدافه بتدمير مراكز هيئة تحرير الشام التي أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة ، لكن ما هو الإجراء التالي لروسيا وخاصة مع من ضمن الإرهابيين ؟
هل سيساعد أردوغان روسيا على النيل من هؤلاء الإرهابيين ، وهل يمكن أن يكون له علاقة مباشرة بالتنفيذ علماً أن هذه الصواريخ حتماً عبرت إلى سورية عن طريق تركيا لأنه لا منفذ آخر إلى سورية حالياً؟
كيف ستتعامل روسيا مع هذا التطور الخطير ، هل ستصعد أم أنها سوف تلتزم سياسة الهدوء للحفاظ على مكتسبات النصر ؟
يقول الخبير بالشأن السياسي تميور دويدار:
"أنا شخصياً لا أبحث عن المنشأ أو المنتج وإنما المورد لتلك الأسلحة ، ومن الواضح أنها جاءت من جهة من يسمون أنفسهم "رابطة أصدقاء سورية" وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي قامت بتدريب هؤلاء من سنين عدة ومستمرة حتى الآن، كان ذلك التحضير والتدريب على الأراضي التركية ومن ثم على الأراضي السورية وحتى الآن. الولايات المتحدة تستطيع أن تنكر مسؤوليتها وأن تقول ما تشاء وهذا ربما للمتفرجين على شاشات التلفزة أما نحن فنحن نعلم وندرك تماماً أن الولايات المتحدة أنشأت أداة لإرهاب الشرق الأوسط وهي "داعش" وغيرها من المجموعات الإرهابية ومنها المتواجد في سورية وتم تزويدها بتلك الأسلحة ، نحن لانتحدث عن عقود تجارية شفافة للتزويد بالأسلحة ، هناك تأكيد وإجماع تام على أنهم هم المتهمون في هذه القضية وسياسات الولايات المتحدة في سورية التي تحرض على الحرب وتعيق أي عملية للسلام تدل على أن الولايات المتحدة كل همها هو إستمرار هذه الفوضى في سورية "
"نحن شهدنا كيف أن الحكومة التركية في أعوام 2014 و2015 و2016 ، كانت قوم بتزويد هؤلاء الإرهابيين بالأسلحة وهذا الأأمر ليس سراً أو مخفياً ولاجديد في ذلك ، وشهدنا زملائنا الأتراك من جريدة حرييت الذين وضعوا في السجن عندما كشفوا عن صور الأسلحة المرسلة إلى سورية ، وأنا أود أن نتوقف عن البحث عن طرق وصول الأسلحة لأن تجارة السلاح غير القانونية ليس لها غطاءات ولايوجد فيها شفافية ، نحن نتحدث هنا عن المحرض الرئيس هي الولايات المتحدة وأنا هنا لا أتهم وزارة الزراعة الأمريكية ولا أتهم ربما وزارة الدفاع ، ولكن هناك إستخبارات تعمل وتعبث في المنطقة بهذه القذارة منذ فترة طويلة يمكن أن تمتد لأكثر من ثلاثين عام".
"الحل هو أنه على موسكو وواشنطن إتخاذ التدابير والإتفاق والمقصود هنا هو إيجاد حل لعدم التصعيد في العبث الأمريكي في المنطقة ، هذا مانقصده عندما نجيب على أسئلة الصحفيين ، هذه المناطق تحت سيطرة الأتراك ، ونحن نذكر أن طائرات الدرونز التي هاجمت مطار حميميم إنطلقت من المناطق الخاضعة لسيطرة الأتراك ، ونحن نفهم موضوع المراقبة والسيطرة وهما شيئان مختلفان ، ولايوجد جيش تركي يسيطر على المنطقة ، ودخول الأتراك إلى الأراضي السورية هو مايمكن إعتباره إحتلال ، هذه المنطقة باتت منطقة زيادة التصعيد من قبل الولايات المتحدة للأسف الشديد وليس تخفيض التصعيد أو التوتر"
أما الخبير العسكري الإستراتيجي العميد هيثم حسون فيقول:
"في البداية أوجه التحية لروح الشهيد قائد الطائرة الروسية ، وهذا الأمر بالطبع لايمكن أن يكون خارج عن علم الولايات المتحدة ، هناك دخول مباشر ودخول غير مباشر ، بخصوص الدخول المباشر هناك جهازي إستخبارات صرحا علناً عن تزويد الإرهابيين بمضادات طائرات محمولة على الكتف هما تركيا والسعودية ، أما من الناحية غير المباشرة فلا يمكن لتركيا أو السعودية أن تقومان بأي عمل من هذ النوع الذي يشكل في الحقيقة خطورة ليس فقط على الطائرات الروسية والسورية فحسب وإنما على الطيران الأمريكي أيضاً الذي يستخدم تلك الأجواء ، إذاً الولايات المتحدة هي من أعطت الأوامر أو تصرفت بالتغاضي عن تسليم هذا السلاح للمجموعات الإرهابية، والهدف هو إحراج الدولة الروسية وإلحاق أكبر ضررر بسلاح الجو الروسي ، خاصة هذه الأسلحة لايمكن أن تكون موجودة عند مجموعات إرهابية مسلحة وإنما هي موجودة في مخازن أسلحة لدول تتلقى تعليماتها وأوامرها من الولايات المتحدة.
وأردف العميد حسون:
طبعاً موضوع التعاون والتنسيق الروسي والتركي هو موجود بالإساس في إتفاقات أستانا وهو موجود ضمن مشاركة تركيا في لقاء سوتشي، ولكن التركي لايؤتمن جانبه وخاصة أن تعهداته كانت دائما لفظية ولم تدخل حيز التنفيذ ، روسيا يمكن أن توجه الأمور بحيث يمكن إيذاء التركي ولكن يتضح أن الأمر لم يصل إلى أن يقوم الروسي بتوجيه التعامل مع التركي نحو هذه الإتجاه".
:وأضاف العميد حسون
هناك مساران للحرب على سورية ، مسار المنتصرين الذي تمثله روسيا وسورية والحلفاء ، هذا المسار في الحقيقية أثناء عملية السير نحو النتيجة النهائية وهي الإنتصار فلابد من وجود بعض المطبات التي تكون صناعة إستخبارية للولايات المتحدة أو تركيا ولو أنه من خلال عدم الظهور المباشر في الصورة لكن دورهم واضح.
بطبيعة الحال التصرفات الروسية هي تصرفات المنتصر الذي لايريد أن يشوش عل الإنتصار ويفتح جبهات جانبية ليس وقتها ، والمسار الآخر هو المسار المنهزم للدول التي تسير نحو الهزيمة وهي تركيا والسعودية ودول إقليمية أخرى والولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول عرقلة مسار المنتصرين ولكن دون الوصول إلى حد التصادم المباشر
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم نواف إبراهيم