وتابع "الخلاف بين طهران والرياض يكاد أن يصل إلى طريق مسدود، فكلا الدولتين تسعى إلى بسط نفوذها والسيطرة سياسيا واقتصاديا في المنطقة، وبالتالي تتعارض المصالح في كثير من المناطق، فالنفوذ السعودي في اليمن يتعارض مع دفاع إيران عن "الحوثيين"، ودعم الرياض للمعارضة السورية يتنافى مع دعم طهران رسميا للدولة السورية".
ولفت الأكاديمي المتخصص في الشأن الإيراني، إلى أنه من الممكن أن تتحقق مصالحة حقيقية بين طهران والرياض، من خلال سعي بعض الدول الصديقة وصاحبة النفوذ بين الجانبين لتحقيق هذه المصالحة، وفي مقدمة هذه الدول روسيا وتركيا، فكلا الدولتين تتمتعان بعلاقات طيبة مع السعودية وإيران، ويمكنهما التوصل لاتفاق مبدئي يضمن عدم اندلاع حرب على الأقل.
وأوضح أن روسيا ترتبط بعلاقات قوية مع إيران، وتتمتع في الوقت نفسه بعلاقات وروابط اقتصادية قوية مع السعودية، عززتها زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا العام الماضي، ونفس الأمر مع تركيا، وبالتالي ما زالت هناك فرصة حقيقية للتقارب بين البلدين، وإزاحة شبح الحرب الذي يخيم على الأجواء في منطقة الخليج العربي منذ عدة سنوات.
وأكد الدكتور أبو زيد جابر، أن الدول المهتمة بتحقيق التقارب بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران، "عليها أن تتحرك الآن وفورا، قبل أن تتسع الهوة بين البلدين، وقبل أن يحتدم صراع النفوذ في المنطقة، بشكل تصعب السيطرة عليه، خلال الفترة المقبلة".
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد دعا اليوم الإثنين 19 فبراير/ شباط، إلى تجاوز الخلافات بين طهران والرياض، مشيرا إلى أن منطقة الخليج تحتاج إلى آلية جديدة للحوار.
وقال الوزير الإيراني، في إطار مؤتمر الشرق الأوسط لنادي "فالداي" المنعقد في موسكو، "المواجهة بين طهران والرياض غير ضرورية، ومن المهم إنهاء هذه المشكلة".
وأضاف ظريف "ينبغي علينا أن نبحث عن آلية جديدة للعمل بين إيران وجيرانها في منطقة الخليج".
ويشارك ظريف ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اليوم، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى "فالداي" المكرسة لسياسة روسيا في المنطقة.
ويركز المنتدى الذي تحمل جلسته هذا العام عنوان "روسيا في الشرق الأوسط لاعب في كل الساحات"، على أبرز ما يواجه الشرق الأوسط من أزمات وتحديات، بالإضافة إلى الخيارات والسبل المتاحة لتجاوزها والانتقال بالمنطقة إلى مرحلة أكثر أمنا واستقرارا.