وأبدى الجبير عدم تفهمه لهذا القرار، قائلا: "حرب اليمن حرب شرعية (…) الحكومة الألمانية تصدر أسلحة لدول تشارك في مكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق أو مكافحة حركة طالبان في أفغانستان، وبذلك تحدث فرقا في قراراتها بشأن تصدير الأسلحة بين الحروب الشرعية، الأمر يبدو لي غريبا ولا يساهم في مصداقية الحكومة الألمانية".
وعن النقاش الداخلي في ألمانيا قال الجبير: "لن نزج بأنفسنا في وضع نتحول فيه ألعوبة"، مضيفا أنه "إما أن تحافظ ألمانيا على مكانتها كمورد أسلحة جدير بالثقة وإما لا، وإذا كان لدى ألمانيا مشكلة في توريد أسلحة للسعودية، فإننا لا نريد أيضا دفع ألمانيا لاتخاذ موقف معين".
وأوقفت الحكومة الألمانية تصدير الأسلحة للدول المشاركة في حرب اليمن. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، يوم الجمعة (19 كانون الثاني/يناير 2018)، إن مجلس الأمن الاتحادي لا يمنح حاليا تراخيص بتصدير أسلحة "لا تتوافق مع نتائج المباحثات الأولية"، التي جرت بين التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل ائتلاف حاكم.
وأضاف المتحدث: "الحكومة الألمانية لن تمنح من الآن فصاعدا تصاريح بتصدير أسلحة لهذه الدول ما دامت تشارك في حرب اليمن".
جدير بالذكر أن هناك أزمة دبلوماسية بين برلين والرياض بسبب تصريحات وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، الذي اتهم السعودية خلال مؤتمر صحفي في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بشكل غير مباشر بانتهاج سياسة "المغامرة" في منطقة الشرق الأوسط.
وعقب تلك التصريحات بيومين تم الإعلان عن سحب السفير السعودي من ألمانيا. وحاول غابرييل التخفيف من وقع تصريحاته قبيل عيد الميلاد (الكريسماس) خلال مقابلته مع صحيفة "الشرق الأوسط"، حيث قال: "تعليقاتي عن الأزمة اللبنانية لا ينبغي اعتبارها هجوما على دولة معينة في المنطقة، ولا حتى السعودية".
رغم ذلك لم يتمكن غابرييل بهذه التصريحات من دفع السفير السعودي الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود للعودة إلى ألمانيا.