وأضاف أنهما تقدما بالاستعفاء لرئيس الحزب راشد الغنوشي، لأسباب شخصية، مشيرا إلى أنه تم قبول طلبهما، وأنهما يمارسان عملهما داخل الحزب في مهام أخرى.
وأوضح الخميري أن الأمر لا يتعلق بعملية التنسيقات الخاصة بانتخابات البلدية المرتقبة، خاصة أن الحزب يتيح لأعضائه التقدم بالاستعفاء من المهام الموكلة إليهم سواء لأسباب شخصية أو لأسباب تتعلق بالمهام الموكلة إليهم.
وأعلنت حركة النهضة، في بيان لها أمس الخميس، قبول استعفاء محمد القلوي من الإشراف على مكتب الهياكل وشؤون العضوية بالحزب، وتكليف بدر الدين عبد الكافي خلفا له، كما أعلنت قبول استعفاء جمال العوي من الإشراف على مكتب الإعلام والاتصال، وتعيين عماد الخميري خلفا له.
وقال رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية في جنيف لـ"سبوتنيك" إن حركة النهضة، على عكس باقي الأحزاب في تونس، لا تظهر صراعاتها للعلن بسهولة، وأن "تيار لندن"،الذي يقوده راشد الغنوشي وصهره رفيق عبد السلام، وهي المجموعة المعتدلة التي تبحث دائما عن حل متوازن مع الدولة التونسية ومع الغرب.
وأضاف: "الجناح الأخر يتمثل في "تيار الداخل"، الذي يرى أنه يضم قسم عاش قسوة السجون وأن هذا ينعكس على نهجها الراديكالي، وأن استبعاد قياديين في الانتخابات التشريعية السابقة عكس قدرة تيار لندن على توجيه دفة الأمور، وتوجيه رسائل للعالم بأن الحركة معتدلة وبعيدا عن منهج "الإخوان" المتشدد، وأن الأمر انعكس في انتخابات البلدية الحالية من خلال ترشيح قيادي يهودي على قوائمها.
وتابع بأن التساؤلات المطروحة بشأن قدرة تيار لندن على السيطرة على الأوضاع ستجيب عنها الأيام المقبلة حال خروج الصراعات للعلن، خاصة أن عبد اللطيف المكي، الذي يقود تيار الداخل يرى أن الحركة قدمت تنازلات كبيرة خلال الفترة الماضية.