وقال الزيدي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين 19 مارس/ آذار، إن أمريكا خسرت أيضا أهم معاركها في العراق، فقد أسقط العراق أسطورة الحماية الأمريكية للحريات في العالم، وبالتالي أصبحت أمريكا، من عهد الرئيس جورج بوش الابن، مرورا بخلفه باراك أوباما، وصولا إلى الرئيس الحالي دونالد ترامب، عاجزة عن الادعاء بدعمها وحماية الحريات في أي بلد آخر.
ويوضح الصحفي العراقي الشهير، أن العراق قبل 20 مارس/ آذار 2003، لم يكن جنة الديمقراطية كما يدعي الديمقراطيون، ولكنه كان قبلة العرب ووجهة أصحاب الكرامة والمهتمين بالفكر القومي العروبي، كما كان مقصدا اقتصاديا مهما، ولكن حديث الأمريكان عن دعم الديمقراطية كان له ثمن فادح، قائلا "بأي ثمن تتحدث عن إنقاذ شعب، ثم تأتي بالجيوش لتدمر أرضه وتنسف الخدمات، وتقطع الأرزاق!".
ولفت الزيدي إلى بعض التقارير، التي تناولت الضحايا العراقيين المدنيين، منذ بداية الاحتلال الأمريكي، والتي تم وضعها بناء على تقارير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، تكفي لأن تدخل بغداد موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.
الإحصائيات الرسمية، تقول إن عدد قتلى العراق بفعل أعمال العنف حتى 2015، كان: 12 ألفا و133 سقطوا في 2003، و11 ألفا و736 في 2004، و16 ألفا و583 في 2005، و29 ألفاً و451 في 2006، و26 ألفا و36 في 2007، و10 آلاف و271 في 2008، و5 آلاف و373 في 2009، و4 آلاف و167 في 2010، و4 آلاف و153 في 2011، و4 آلاف و622 في 2012، و9 آلاف و851 في 2013، و20 ألفا و169 في 2014، و17 ألفا و502 في 2015.
أما السياسي العراقي محمود الأنور، القيادي في حركة "كلنا عراق"، فيؤكد — في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" — أن الحرب التي بدأتها الولايات المتحدة منذ 15 عاما في بلاده، انتصر فيها الحق ولكن متأخرا، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، خلال حملته الرئاسية قبل أن يدخل البيت الأبيض رسميا، كشف زيف وادعاءات أسلافه بأن قرار الحرب كان صحيحا، حيث اتهمهم بالكذب على العالم.