وتحدثت "واشنطن بوست" عن أن العلاقة بين المسؤولين الشابين تحولت بينهما إلى علاقة صداقة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين على العلاقات الأمريكية السعودية، وتحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، قولهم: "كوشنر والأمير محمد بن سلمان، سبق والتقيا من قبل، عندما كانا في الثلاثينات من عمرهما، وهو ما جعل كوشنر يقنع ترامب أن تكون أول زيارة خارجية له إلى المملكة".
علاقة شخصية
وقالت الصحيفة إنه بعد عشاء البيت الأبيض والجلسات المطولة، بات كوشنر والأمير السعودي هما المفاوضين الرئيسيين لدولهما حول السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وسعى المسؤولان الشابان لإثبات جدارتهما على الساحة الدولية.
وكشفت مصادر للصحيفة عن أن كوشنر وولي العهد تواصلا في الأشهر التالية لزيارة ابن سلمان، والتي كانت في كثير من الأحيان مكالمات خاصة.
ونجحت تلك الاتصالات، وفقا للصحيفة، في أن تجعل ترامب يزور السعودية في أول جولة خارجية له الربيع الماضي، وسط اعتراضات مسؤولين كبارة في الإدارة الأمريكية.
كما كشفت الصحيفة عن أن كوشنر زار بصورة شخصية، غير معلنة، محمد بن سلمان في الخريف الماضي.
وقالت الصحيفة إن:
"المنهج الدبلوماسي غير التقليدي، الذي اتبعه كوشنر مع ولي العهد السعودي، أزعج مسؤولين كبار في الأمن القومي والاستخبارات الأمريكية، خاصة وأن صهر ترامب، اعتمد على العلاقات الشخصية، بدلا من القنوات الحكومية المعتادة للتعامل مع المشكلات المعقدة".
ووصف مسؤولون أمريكيون العلاقة الشخصية بين صهر ترامب ومحمد بن سلمان بأنها "غير تقليدية"، لكنها كانت "فعالة جدا"، خاصة وأنها يمكن أن تحقق استقرار في الشرق الأوسط، بفضل الأساليب الجديدة التي يتبعها الطرفان.
كما قال مسؤول سعودي رفيع المستوى، إن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، يجريا اتصالات هاتفية مع كل من ترامب وكوشنر، حسب ما تتطلب الأحداث، والسفير السعودي يظل على اتصال وثيق مع المسؤولين الأمريكيين الآخرين في الخارجية ومؤسسات الأمن القومي لمواصلة الشراكة القوية بين البلدين.
وتابع: "منح ترامب كوشنر مهمة الإشراف على عملية السلام، كان الموضوع الرئيسي لأي مناقشة بينه وبين صاحب السمو الملكي ولي العهد".
مخاوف استخباراتية
لكن أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن عددا من المراقبين الاستخباراتيين والمسؤولين الأمريكيين أعربوا عن تخوفهم من "التواصل غير التقليدي" بين كوشنر وولي العهد السعودي.
ونقلت الصحيفة عن المراقبين الاستخباراتيين أن معظم المحادثات التي تمت بين مسؤولين أمريكيين مع السعودية، كانت تتم بصورة مباشرة بين كوشنر ومحمد بن سلمان.
وأشارت إلى أن عددا من مسؤولي الأمن القومي والدبلوماسيين أصيبوا بالانزعاج لأن كوشنر رتب مع موظفيه "محادثات خاصة" مع ولي العهد السعودي، وغيره من كبار قادة الدول الأجنبية من دون أي تنسيق مع تلك الأجهزة.
وأعرب وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر عن قلقهما المبكر من أن كوشنر يسعى لأن ينفرد بالسياسة الخارجية الأمريكية، ويرتكب "أخطاء ساذجة"، وفق تصريحات لأشخاص مقربين من الشخصين.
وأعرب ماكماستر عن قلقه من عدم وجود سجلات رسمية محفوظة للمكالمات، التي تتم بين كوشنر وولي العهد السعودي.
وكان تعليق تيلرسون هو الأكثر تحفظا، حيث قال لموظفيه: "أريد أن أعلم من هو وزير الخارجية هنا؟ أنا أم كوشنر؟".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لم يستجب لطلبات التعليق على تلك التقارير.
وقال ستيفن هول، المسؤول الكبير السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية:
"أسلوب كوشنر يتناسب مع نمط إدارة ترامب، من خلال اتباع نهج جديد غير الذي كنا نتبعه في الماضي، لكن هذا يشكل خطرا كبيرا، كمن ينفخ في النار، عدم مشاركة المعلومات الحساسة مع الحكومة يمكن أن يحدث أشياء أسوأ بكثير".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن قلق بعض مسؤولي الاستخبارات والأمن القومي الأمريكي يرجع إلى مخاوفهم من التغييرات الكبيرة التي اتبعها ولي العهد السعودي الفترة الأخيرة، خاصة حملة مكافحة الفساد وتنحي الأمير محمد بن نايف عن ولاية العهد.
وأشارت إلى أنه في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، اكتشف مسؤولو الاستخبارات أن كوشنر غادر في "رحلة سرية" إلى الرياض، وعقد اجتماعات خاصة مع ولي العهد، ولم يعرف المسؤولون الأمريكيون، سبب ولا دوافع تلك الزيارة.
ولكن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية قال إن تلك "الرحلة السرية" تم تنسيقها مع مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، وكان الغرض منها مناقشة خطة السلام في الشرق الأوسط، لكن رفض الكشف عن تفاصيل الاجتماعات التي أجراها.