حول كل ما تقدم يقول الخبير الاستراتيجي فراس شبول: عندما يتم دحر الإرهابيين في الغوطة الشرقية، يقومون بصب جام حقدهم على المدنيين، إن كان في دمشق أو في حلب سابقا أو في مناطق أخرى، واستهداف السوق الشعبي "كشكول" بريف دمشق في عيد الأم، من قبل الإرهابيين ما هو إلا دليل على حقد هؤلاء وداعميهم، ودليل على فشل الولايات المتحدة وتهديداتها، وهي لا تتوانى عن ضرب المقاومة إن كانت في سوريا أو خارج سوريا، ولكن الولايات لا يمكن أن تصرح أنها ستضرب، لأنها يمكن أن تضرب بغدر وبالوساطة، وحتى عن طريق إسرائيل، ولا يمكن استبعاد هذه الضربة على الإطلاق.
"وما نفذه الإرهابيون واستهداف ريف دمشق كان بأمر من الولايات المتحدة، حتى إحداثيات الأهداف تأتي من الأمريكي، إن كان من غرفة عمليات داخل سوريا أو خارج سوريا، وهذه ليست الضربة الأولى ولن تكون الضربة الأخيرة، وهذه الضربات الإرهابية جاءت بسبب انتصارات الجيش السوري في الغوطة الشرقية وفي أماكن أخرى، لكن الجيش السوري سيدخل ويحرر الغوطة الشرقية ويريح أهالي دمشق من الإرهابيين".
وتابع فراس شبول: "إن الولايات المتحدة هي في قمة خسارتها بهذه الأوقات، ولكن الحديث عن توجيه ضربة إلى دمشق هي من أجل رفع معنويات الإرهابيين وبقايا جيوبهم في الغوطة الشرقية، لكن لا نستبعد بأن تقوم الولايات المتحدة بأعمال حاقدة ضد الدولة السورية، لكنها لا تصرح بذلك، لأنها تعودت على الطعن في الظهر والغدر".
بينما قال الخبير العسكري هيثم حسون: إن ما فعله الإرهابيون باستهداف السوق الشعبية "كشكول" بريف دمشق، هي الحرية الأمريكية التي تريدها الولايات المتحدة والدول الغربية لشعبنا، وهؤلاء الإرهابيون هم عصابات واشنطن وأتباعها في أوروبا وفي الإقليم، وهذا العمل الإرهابي هو ابتزاز روسيا لمنعها من تقديم الدعم والمساندة إن كانت سياسية أو عسكرية لسوريا، والأمر الآخر هو وقف العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري في أكثر من منطقة والتي تحقق إنجازات في القضاء على المجموعات الإرهابية التي تمثل الذراع العسكري للولايات المتحدة أكبر راعي للإرهاب في العالم.
وتابع هيثم حسون: نحن نعرف أن الولايات المتحدة منذ البداية أرادات أن توقف عملية تحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين، من خلال اجتماعات متكررة لمجلس الأمن، لكن الحليف الروسي أفشلها"
أما بالنسبة للرد الروسي والسوري إذا ما نفذت الولايات المتحدة ضربة ضد مواقع سوريا، قال الخبير الاستراتيجي فراس شبول: القرار السوري مع الحلفاء هو قرار حرب حتى النصر والقضاء على الإرهابيين، وسيكون الرد الروسي السوري، هو ضرب الإرهابيين وذلك هي ضربة لداعميهم في الولايات المتحدة، وسوريا جاهزة للرد على أي ضربة عسكرية، والدفاعات الجوية على أتم استعداد للرد على هذه الضربات، ولكن الولايات المتحدة أجبن من أن توسع هذه الحرب لأنه لا مصلحة لها، ولأن اسرائيل ستكون الهدف الرئيسي في الحرب القادمة، والقضاء على الإرهابيين في الغوطة اقترب من نهايته، فلذلك يتم الرد على أي اعتداء من قبل الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قال إن روسيا تدعو الولايات المتحدة للتخلي عن خططها لتوجيه ضربة إلى دمشق بدون أي تحفظات.
وقال ريابكوف: "كنا ولا نزال نحذر الجانب الأمريكي أنه من الضروري التخلي عن هذه الخطط بدون أي تحفظات. وسيكون أي عمل غير شرعي باستخدام القوة، مثلما حدث قبل عام تقريبا في قاعدة الشعيرات الجوية، عدوانا ضد دولة ذات سيادة، وفقا للمادة المعنية من ميثاق الأمم المتحدة".
إعداد وتقديم: نزار بوش