وأضاف الكاتب "للإجابة عن سؤال ممتد بحجم مساحة المعركة، علينا أولا أن نعيد قراءة المشهد الميداني كاملا، لنجد أن أهم الجبهات الرئيسية الباقية حتى الآن هي ثلاث:
أولا — معركة الجنوب (القنيطرة ودرعا): معركة انخفضت بها حدة المعارك والتوتر، خاصة بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية فبراير الماضي، وبغض النظر عن بعض المحاولات الفاشلة، التي يحاول فيها أتباع إسرائيل حصد بعض المكاسب، فإسرائيل اليوم أكثر من ينشد الأمان بعد أن لمست جليا وبالنار، أي جهوزية بات محور المقاومة يمتلكها ويدخرها لأي معركة قادمة، سيكون وجه المنطقة بعدها حتما غير، فكتلة الصواريخ المنصوبة فوق رأس تل أبيب ستعيدها حتما لما قبل نكبة عام 1948، وما مخاطبتها الأمم المتحدة لإعادة انتشار قوات "الإندوف" إلا في هذا السياق.
ثانيا — معركة الشمال الغربي وهي جزأين: إدلب، وتجمع الإرهابيين من مختلف الفصائل المسلحة، ومن ضمنهم من تم ترحيلهم من مناطق مختلفة، سيطر عليها الجيش السوري سابقا، وحررها من إرهابهم، وهي معركة كادت تنجز بحكم الانجازات التي سبقت حالة التصعيد على جبهة الغوطة الشرقية، والتي فرضت نفسها على واقع الحال، ودفعت نحو تأجيلها والتوجه لختم هذه الجبهة بالشمع الأحمر بشكل نهائي.
وعفرين: المدينة المنكوبة جراء العملية التركية على شعبها وكل ما فيها، والتي انسحبت منها صبيحة الأحد 18 الشهر الجاري وحدات حماية الشعب الكردية، التي رفضت كل العروض التي دعتهم لتسليم الجيش السوري وقواته الرديفة مهمة حماية المدينة، مقابل انضوائهم تحت العلم الوطني السوري، فتصبح مهمة حماية الشعب السوري في عفرين على عاتق جيش البلاد، كما كل المناطق الأخرى في الوطن.
ورجح الكاتب بأن الأولوية بوجهة المعارك بعد معركة الغوطة، قد تكون بالعودة إلى معركة الشمال الغربي أي: إدلب ومن ثم عفرين، وليس باتجاه الجنوب السوري، فهي المعركة الأولى بالحسم، لسبب أن إدلب حاليا تضم أكبر تجمع للإرهابيين المتطرفين، بالنسبة لباقي البؤر الإرهابية الأخرى.
واستبعد الكاتب أن يكون التوجه إلى الجنوب، لسبب أن جبهة الجنوب السوري المحاذية لإسرائيل، هي أصلا جبهة مفتوحة، والرد على أي تطور فيها ليس مرتبط بأي تطورات أخرى في الميدان، فهي معركة أساسية جوهرية ضمن الصراع العربي — الإسرائيلي، بدليل أن الهجوم الذي قام به إرهابيو "جبهة النصرة" المدعومة من إسرائيل في 24 فبراير الماضي — على نقاط عسكرية في محور "منشرة الحجر — ومشتل الزهور" في محيط مدينة البعث محافظة القنيطرة-، بهدف تشتيت الانتباه عن معركة الغوطة الشرقية، تم إحباطه بالكامل مباشرة.
ومن وجهة نظر الكاتب فإنه بالنسبة للقوات الأمريكية المحتلة في شرق الفرات، إذا لم تخرج من تلقاء نفسها أو بتسوية ما، ستجد نفسها أيضا بمواجهة الجيش السوري وقواته الرديفة والشعبية، حيث سيتم تفعيل عملية المقاومة الشعبية، لإدخال كل من الأمريكي والتركي والإسرائيلي في حالة حروب استنزاف، هم أضعف من أن يحملوا تبعاتها.
إذا، هذا هو المرجح لوجهة المعارك من حيث القراءة الميدانية لخرائط الصراع في سورية، من وجهة نظر تحليلية، مع التنويه أنه في العمق جميع المعارك وعلى جميع الجبهات، هي أصلا مفتوحة بشكل أو بآخر، ولكن تختلف حدة الصدام فيها، حسب ارتفاع أو تدني حرارة الحالة السياسية لأطراف الصراع، ويبقى القرار والحكم لقادة المحاور على ضفتي هذا الصراع العالمي.