وقال المركز الوطني الأمريكي لبيانات الثلوج والجليد أمس، الجمعة 23 مارس/آذار الجاري، إن الغطاء الجليدي العائم، ربما بلغ حدا أقصى سنويا في 17 مارس، على مساحة 14.5 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يزيد بقدر ضئيل عن مساحة قياسية له سجلت عام 2017، وفقا لوكالة "رويترز" للأنباء.
ومع نهاية فصل الشتاء في مارس/ آذار، يصل امتداد المياه المتجمدة حول القطب الشمالي إلى حده الأقصى، لكنه لا يلبث أن يبدأ في الذوبان إلى أن يصل إلى حد أدنى سنوي في سبتمبر/ أيلول من كل عام.
وانكمش الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي في العقود القليلة الماضية، في ظاهرة يقول علماء إن السبب فيها هو تغيّر المناخ بفعل النشاط البشري.
ويتناقض تقلص الغطاء الجليدي مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مقابلة تلفزيونية في شهر يناير/كانون الثاني، حين قال "كانت القمم الجليدية في طريقها للذوبان… لكنها الآن تسجل أرقاما قياسية".
وإلى الآن، تركز معظم البحوث العلمية على وتيرة لتقلص مساحة الغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي خلال فصل الصيف، تفتح مسارات للملاحة البحرية من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي، وتسمح بالتنقيب عن النفط والغاز، حتى إذا كان ذلك يتسبب في أضرار للسكان الأصليين والحياة البرية في المنطقة التي تعيش فيها الدببة القطبية.
وقال تور إيلدفيج، الأستاذ في مركز بيركنيس لبحوث المناخ التابع لجامعة بيرجين، إن تقلص فترة الشتاء يعني انكماش مساحات الجليد، وخصوصا في بحر بارنتس القطبي شمالي روسيا والنرويج حيث صار المناخ أشبه بمناخ المحيط الأطلسي.
وقالت شركة "تيكاي" للشحن، إن ناقلة جرى تحميلها بأول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من ميناء في شمال روسيا، وتوجهت إلى فرنسا في يناير، مضيفة أن هذه هي أول سفينة تخرج في هذه الرحلة في فصل الشتاء، دون الحاجة لتزويدها بكاسرات الجليد.
وربما يؤثر تقلص مساحة الجليد أيضا على الطقس في مناطق واقعة إلى الجنوب.
وشهدت ولاية فلوريدا الأمريكية هذا الشتاء أجواء برد قارس، كما تعاني الولاية على فترات طويلة من تهديد ارتفاع مستوى المياه في البحر.
وقال المركز الوطني الأمريكي لبيانات الثلوج والجليد، إنه وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، سجّل الغطاء الجليدي حول القارة القطبية الجنوبية ثاني أقل مساحة قياسية له في فصل الصيف، منذ بدء تسجيل حركة الجليد في سبعينيات القرن الماضي.