تقول هدى كمال الباحثة الأثرية لـ"سبوتنيك" إنه في مصر ومنذ آلاف السنين كان قدماء المصريون يعيشون على ضفاف نهر النيل، وكانت المهنة الأكثر انتشارا هي الزراعة نظرا لتوافر الموارد الطبيعية من المياه والتربة الخصبة، وهو ما ساهم في الحفاظ على بعض المحاصيل التي تستخدم حتى يومنا هذا كعناصر أساسية في الغذاء.
وتضيف:
ضمن هذه الأشياء الشعير والقمح الجبلي وقمح الدقيق الذي عرف في فترة متأخرة وكان رغيف الخبز هو المصدر الرئيسي للكربوهيدرات وكان يصنع بأشكال متعددة ووصل حتى إلى 40 صنف وكان بعضه يحشى بالعجوة ومنه خبز الكماج وهو شديد البياض وكان يعجن دون خميرة وأيضا خبز الخشكار وهو خبز الفقراء ذا اللون الأسود وكان يصنع من الدقيق غير المنخول، خبز السميد وهو أغلى أنواع الخبز حيث كان يصنع من أرقى أنواع الحبوب والخبز الشمسي ومازال يخبز حتى الآن في صعيد مصر بتعريضه للشمس وخبز البقسماط وهو خبز مملوكي محمص على شكل مربع كان يأخذ في السفر. وكانت "البيرة" أو "الخمير" التي تستخدم في الدقيق لنفخه تصنع من الشعير، المحصول الرئيسي.
أما البقول فكان العدس واللوبيا والحلبة والبسلة والترمس والحمص والفول من الأطعمة الرئيسية، وشملت الخضروات "الفول والكرنب والحمص والملانة والخس والثوم والبصل والبسلة والكرات، في حين كان اعتماد الفاكهة على العنب الذي استخدم في صناعة النبيذ والرمان والتفاح والبلح السيوي كان من أهم الفواكه وكانت تصنع منه العجوة وأيضا من الفاكهة الدوم والكمثرى والجميز والبطيخ، كما استخدمت الزيوت في الطهي وفى أغراض طبية وكانت تنتج من حبوب الكتان وبندق أشجار المورنجا.
وجاءت اللحوم والمنتجات الحيوانية من نصيب علية القوم، حيث كانت أرجل الماشية وجبة ينالها المحظوظون، وكانت الماشية تربى على مجال واسع في مصر القديمة، واستخدمت ألبان الأبقار في الطعام وشراب الأطفال والدواء أيضا، وجسدت بعض النقوش الملوك وهم يرضعون من الأبقار منهم "حتحور".
ويقول مجدي شاكر الباحث الأثري، إن الأغنام والماعز والخنازير كانت تؤكل حيث ذكر الخنزير في قوائم الجرد والتعداد الحيواني، وكانت المستحضرات الدوائية تضم بعض من منتجات الخنازير، إلا أن هناك تباين في الرأي بين الأثريين في مسألة أكله من عدمه.
ويضيف شاكر أن تربية الدجاج لم تعرف إلا في عصر البطالمة، وأن السمك كان الطعام المتوفر بشكل كبير، نظرا لوجوده في النيل والبحيرات وكان يتم صيده بالشباك والرماح والحراب والفخاخ، وكان المصريون يستهلكون كميات كبيرة منه، وأن الكهنة حرموا بعض أنواعها لأنها تغذت على قضيب أوزيريس بعد قتله على يد أخيه ست.