وأكد الكاتب أنه وبعد قرار ترامب تجميد الأموال المخصصة للملف السوري وقيمتها مئتا مليون دولار وحديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن تمنيه على الرئيس الأمريكي إعادة النظر بقرار الانسحاب القريب من سوريا، سقط منطق التهوين من قيمة وجدّية الكلام الرئاسي الأمريكي، وإلا فإن عدم جدّيته تجعله حرباً نفسية غبية يشنّها ترامب على حلفائه، أما التفسير الذي يربط القرار الأمريكي بخيارات تصعيدية فيتجاهل دعاته، أن أصعب نقاط الضعف الأمريكية في أي مواجهة مع إيران هي المصالح والقوات الأمريكية في الخليج، أما أصحاب التحليل القائم على تحذير روسيا عبر الانسحاب من مغبة إغراقها في مستنقع استنزاف في سورية، فيتجاهلون أن أربع سنوات مضت كانت عنوان هذه الحرب، من ولادة "داعش" إلى حسم الغوطة، وأن الرد الروسي على الخيار الأمريكي كان في الميدان ووصل حدّ التهديد بالردّ على حرب صواريخ بحرب مثلها، وما هي أدوات الاستنزاف ما لم تكن "داعش" و"النصرة" و"جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، وأين هي الآن وماذا حلّ بها؟
ومن وجهة نظر الكاتب، فإن الأمريكيين يقرأون معنى العملية التي استهدفتهم شرق سورية ومقتل اثنين من جنودهم بعبوة ناسفة، ويعلمون أنه بعد الغوطة سيصير استرداد باقي الجغرافيا السورية حاضراً بقوة على جدول أعمال الدولة السورية ومؤيديها، وأنه حتى لو كانت هذه العملية من فعل جهة لا تتصل بمشروع الدولة السورية، فإن مثلها آتٍ ضمن مقاومة أعلن عن تأسيسها في شرق سورية، ولواشنطن خبرة مع مثيلاتها في لبنان والعراق، ولا تحتاج انتظار الانسحاب الذليل لتعرف كيف تتصرّف، وقد انتهت المهمة وسقط المشروع.
وختم بالقول: أليس لافتاً أن يتحدث ابن سلمان في تصريح واحد عن تمني تأجيل قرار الانسحاب الأمريكي، والتسليم ببقاء الرئيس السوري، ليتوضح المشهد، أنه انسحاب لأن المشروع قد فشل، والمشروع هو إسقاط الرئيس السوري؟