لكن المجلة الأمريكية نفسها قالت في تقرير ثان إن مسؤولين سعوديين وأمريكيين يرون وجهة نظر مخالفة لما قاله ابن سلمان.
وأشارت إلى أن المسؤولين السعوديين والأمريكيين حذروا في أكثر من مناسبة عامة من استمرار اعتماد المملكة على النفط، كمصدر رئيسي للاقتصاد، حتى أن ولي العهد نفسه أطلق "رؤية 2030"، لتطوير الاقتصاد السعودي بعيدا عن عائدات النفط.
ونقلت المجلة عن أحد المسؤولين الأمريكيين الحاليين، الذي لم يكشف عن هويته، قوله: "إذا كان الاقتصاد السعودي حاليا يقف على قدميه، لكن الأمور قد تخرج عن السيطرة مستقبلا، بدون عائدات النفط، فببساطة الحكومة السعودية لا تستطيع تحمل تكاليف الاقتصاد المدعم بشدة، خاصة وأن المملكة عززت شبكة الأمان الاجتماعي الداخلية".
وأوضح المسؤول الذي حضر اجتماعات رفيعة المستوى مع السعودية، بأن المسؤولين السعوديين يدركون بصورة كبيرة حجم الخطر الذي ينتظرهم من الاعتماد على عائدات النفط، مضيفا بشكل قاطع: "الكثير من الآراء سيظهر خطأها".
وقال المسؤول الأمريكي:
"قال لي أكثر من مسؤول سعودي، أحدهم يحتل موقع رفيع، إن هناك مخاوف كبيرة من تأثر الاعتماد على عائدات النفط خلال السنوات المقبلة، وهذا سببا رئيسيا في تعجيل الخطط المستقبلية المتعلقة برؤية 2030".
ونقلت بدورها مجلة "أويل برايس" الأمريكية المعنية بأخبار النفط، عن مسؤولين سعوديين قولهم: "لا يزال هناك اعتماد مفرط على عائدات النفط الخام، وهو ما يجعل المملكة كأنها تقف على برميل من البارود يمكن أن ينفجر في الشرق الأوسط كله".
وتابعوا
"في ظل ارتفاع أسعار النفط، والمملكة تواجه مشكلات في تلبية احتياجاتها، فما بالك إذا ما انخفضت أسعار النفط بصورة كبيرة خلال السنوات المقبلة، وإلا سيترتب على هذا حالة من الفوضى".
ومضوا قائلين "ما يطمأن هو أن جميع خطط الإصلاحات تسير بسلاسة كبيرة، ولا يوجد أي تهديد حقيقي لخطط الإصلاح الطموحة التي طرحها محمد بن سلمان، والمملكة تسعى حاليا لتذليل أي عقبات يمكن أن تواجه تلك الخطط".
وأعلن محمد بن سلمان عن خطط واسعة المجال للتخلي عن الاعتماد على عائدات النفط، كان أبرزها إبرامه عقدا، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة لبناء أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم.
وتحدثت إيمي جافي، مديرة برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية: "استمرار حديث السعوديين عن ثقتهم في أن البلاد لن تتأثر في المرحلة الانتقالية للتحول من الاعتماد على عائدات النفط إلى الطاقة النظيفة، هو دليل واضح على قلقهم من التحول".