فهل ما زالت المواجهة الكبرى واقعة حتما بعد الإنذار الروسي شديد اللهجة؟ وما مدى تأثير مثل هكذا مواجهة على دول الجوار السوري؟
يقول العميد الطيار محمود مطر قائد سلاح الجو اللبناني سابقاً لـ"سبوتنيك"، إن الأزمة الحاصلة حاليا هي نتيجة أن كل فريق وضع نفسه في "أسر أو كما يقال صعد على رأس الشجرة ولا يستطيع النزول، وأصبح يوجد نوع من التطرف في المواقف، مما أدى الى هذا الاستنفار ما بين الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها وبين روسيا وحلفائها، وبرأيي فإن المخرج لإحباط هذه المواجهة يكون من خلال مجلس الأمن، الذي سيجد مخرجاً يسمح للفرقاء من النزول عن شجراتهم والخروج من أسرهم".
وأضاف: "اليوم يوجد الهجوم والهجوم المضاد، كل فريق عنده إمكانية أن يسقط صاروخ باليستي أو غير باليستي، وإذا حصل هذا الشيء سيتم تدمير الأهداف الأمريكية المتوجهة الى سوريا مثل ما حصل في مطار التيفور، بعد أن تم التصدي لخمسة صواريخ من أصل ثمانية، والدرع الصاروخي الروسي سيتمكن من إسقاط عدد من الصواريخ الأميركية، ولكن فيما بعد ماذا سيحصل؟ هل سيبقى التراشق في الجو؟ هل بإمكان أميركا وحلفائها من إنزال قوات برية على الأراضي السورية؟ وبرأيي هذا الاحتمال ليس واردا، لأنهم يعرفون ما تكلفته".
في المقابل، استبعد الخبير العسكري هشام جابر في مقابلة مع "سبوتنيك" أن تكون الضربة الأمريكية كما يتحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويقول "أنا أعتقد أنها لن تكون بهذه الخطورة لأن الردع الروسي موجود في سوريا وروسيا أعلنت أنها سترد على مصادر النيران، وهذه المرة ضربة مطار الشعيرات لا يمكن أن تتكرر".
ويضيف جابر: "أنا أعتقد أن في سوريا أهداف عسكرية كثيرة ربما يقوم الرئيس الأمريكي بتنفيذ وعيده وضرب أحد الأهداف العسكرية للجيش السوري، إنما هذه الضربة لن تتم قبل أن يتأكد الرئيس الأمريكي أنه لن تكون هناك ردة فعل روسية مباشرة على مسار النيران، لأن ردة الفعل الروسية يمكن أن تشعل حربا، وهؤلاء الذين يديرون اللعبة الإقليمية يدركون أبعادها وما هي المساحة المسموحة لديهم، لأن تداعيات أي عدوان أمريكي إسرائيلي على المنطقة خطيرة، واليوم روسيا موجودة على الساحة السورية وقد أعلنت موقفها، هل الأمريكي يسعى إلى صدام مع روسيا؟ هذا شيء لم يحصل في التاريخ حتى بعد الحرب العالمية الثانية، أما أن توجه أمريكا ضربة محدودة إلى سوريا فهو أمر وارد لإنقاذ ماء الوجه للرئيس الأمريكي".