كان الأمير محمد، الذي اختتم أمس الثلاثاء زيارة استغرقت ثلاثة أيام لفرنسا، قد حاز على إشادات غربية بسعيه لتقليل اعتماد المملكة على النفط ومعالجة فساد مزمن وتنفيذ إصلاحات في المجتمع السعودي المحافظ.
غير أن بعض المستثمرين وهنت عزائمهم من جراء شدة الحملة على الفساد وما اكتنفها من سرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن أطاح الأمير بولي العهد السابق ابن عمه الأكبر سنا في يونيو/ حزيران.
وبعد لقاء أول اتسم بالتوتر بين الزعيمين في الرياض، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هيمن عليه خلاف في الرأي حول إيران سعى كل من ماكرون والأمير محمد للتعرف على الآخر والتركيز على النقاط المشتركة لا على خلافاتهما.
وقال ماكرون والأمير البالغ من العمر 32 عاما يقف إلى جواره: "أسمع تساؤلات مشروعة من المجتمع المدني والصحفيين عن حقوق الإنسان وقضايا مختلفة حساسة فيما يتعلق ببلدكم (لكني) أنظر أيضا إلى ما يجري في المنطقة. نحن هنا أمام زعيم شاب سيؤدي أعلى المهام في بلد 70 في المئة من سكانه دون سن الثلاثين".
وأضاف: "بوسعنا أن يكون لنا الخيار في التمسك بمواقفنا التقليدية ويمكننا أن نقرر أن تكون أول الأفعال لتحديث هذا المجتمع شكلية. وإذا فعلنا ذلك فإننا سنترك الأمير محمد يواجه من يرون العكس في منطقته ويقررون العودة للوراء والحفاظ على الإسلام السياسي أو الإرهاب".
وخلال زيارته لباريس التقى الأمير محمد بقيادات دينية ودعا إلى شراكة استراتيجية جديدة تتركز في جوهرها على القوة الثقافية الناعمة التي تتمتع بها فرنسا وخبراتها السياحية بدلا من توقيع عقود بمليارات الدولارات كما فعل في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال الأمير محمد مازحا خلال المؤتمر الصحفي بقصر الإليزيه: "أنا وأنت من كبار السن في السعودية لأن 70 في المئة من السكان أصغر منا سنا".
وأضاف: "الشراكة بين السعودية وفرنسا مهمة للغاية وخاصة الآن لما تشهده أوروبا والشرق الأوسط من تغيرات في العالم".
وكانت العلاقة بين الزعيمين شهدت بعض التوتر في نوفمبر تشرين الثاني بعد أن اتهم مسؤولون لبنانيون السعودية باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رهينة في المملكة.
وانتهى الأمر بتوسط ماكرون للوصول إلى حل مع الأمير محمد وتناول الثلاثة العشاء في قصر الإليزيه ونشر الحريري صورة التقطها بنفسه لثلاثتهم.
وفي حين أن ماكرون لم يشر على وجه التحديد إلى حقوق الإنسان أو الحريات في المملكة فربما اختار أن يوجه رسالة غير مباشرة قبل يومين في عشاء خاص وجولة في متحف اللوفر تضمنت عرضا لرسام القرن التاسع عشر الفرنسي الثوري يوجين ديلاكروا، بحسب "رويترز".
وفي صورة على حساب ماكرون على تويتر ظهر الاثنان وهما يتأملان لوحة (الحرية تقود الشعب) أشهر أعمال ديلاكروا لامرأة عارية الصدر تقف أمام حاجز للثوار وترفع علم فرنسا بألوانه الثلاثة.
وقال ماكرون يوم الثلاثاء: "إذا كانت هناك فرصة واحدة لنجاح مشروعه فمن مسؤولية فرنسا أن تقف إلى جواره".
Avec Mohammed Ben Salman, prince héritier d'Arabie Saoudite. pic.twitter.com/53zefziieu
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 9, 2018