وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، إن "مصر شاركت في اجتماع الخرطوم بروح إيجابية، ورغبة جادة في التوصل إلى اتفاق ينفذ التوجيهات الصادرة عن قيادات الدول الثلاث، بضرورة التوصل إلى حلول تضمن كسر الجمود الحالي في المسار الفني الخاص بسد النهضة".
وكان المسؤول الإثيوبي حمل القاهرة مسؤولية فشل اجتماع الخرطوم الثلاثي، الأسبوع الماضي، بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، ملس ألم، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقد اليوم الخميس، أن الاجتماع "جاء لخلق روح التعاون بين البلدان الثلاثة"، لكن "سبب فشل مفاوضات الخرطوم هو عدم جدية وعدم تعاون الجانب المصري وطرحه لاتفاقية 1959 في المشاورات، وأنه لم يقدم تعاونا ولا رغبة بأن يأتي هذا الاجتماع بنتيجة عقلانية".
ونفى المتحدث باسم الخارجية المصرية، في بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، "دقة تلك التصريحات" مشيرا إلى أن "أي مراقب للمواقف المصرية في كافة الاجتماعات الفنية والسياسية، الخاصة بمفاوضات سد النهضة، لا يمكن أن تخطئ عينه إدراك المرونة والإيجابية التي تتعامل بها مصر، بهدف التوصل إلى التوافق الذي يحقق مصالح الدول الثلاث.
ولفت المتحدث باسم الخارجية إلى أن "مصر سبق واقترحت بمشاركة البنك الدولي في المفاوضات الثلاثية، وغير ذلك من الاقتراحات التي طرحتها مصر خلال الاجتماع الأخير في الخرطوم، والذي رأت مصر ألا تكشف عن تفاصيل ما تم تداوله خلاله حفاظا على الروح الإيجابية، وإتاحة الفرصة لاستكمال المناقشات بهدف التوصل إلى اتفاق خلال اجتماعات قادمة".
وكشف أبوزيد أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وجه أمس خطابا إلى نظيريه السوداني والإثيوبي للدعوة إلى اجتماع ثان على المستوى التساعي في القاهرة لاستكمال المناقشات، مؤكدا أن "هذا يعتبر أكبر دليل على حرص مصر على التوصل إلى اتفاق يضمن استئناف المسار الفني واستكمال الدراسات المطلوبة، وأنه لا يمكن لمصر أن تكون طرفا معيقا للوصول إلى هذا التوافق مثلما تم تداوله إعلاميا".
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد أعلن أن مفاوضات الخرطوم "لم تسفر عن مسار محدد، ولم تؤت بنتائج محددة"، دون ذكر الأسباب.
واجتماع الخرطوم هو الأول منذ إعلان القاهرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تجميد المفاوضات، لرفضها تعديلات تريد أديس آبابا والخرطوم إدخالها على دراسات المكتب الاستشاري الفرنسي حول أعمال ملء السد وتشغيله.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، عقد الرئيسان السوداني عمر البشير، والمصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آنذاك هايلي مريام ديسالين، قمة تمخضت عن توجيهات باستئناف المفاوضات.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل لسد "النهضة" على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل، مصدر المياه الرئيسي لمصر.
فيما تقول أديس آبابا إن السد سيحقق لها منافع عديدة، خاصة في إنتاج الطاقة الكهربائية، وأنه "لن يضر" بدولتي المصب، السودان ومصر.