أصوات مدوية سمع صداها بعض السوريين فهذه دفاعات سورية أسقطت صواريخا معادية وتلك صواريخ انطلقت من أراض سورية لترد على هذا العدوان الغاشم ومع بزوغ الفجر وساعات الصباح الباكر بدأ السوريون صباحهم بكل ثقة واطمئنان فهاهم يجوبون الطرقات والأزقة، كما وذهب بعضهم لتوزيع الحلوى على المارة والمركبات احتفالا بهذا الإنجاز الأخير الذي تحقق.
في مشهد آخر أطل بعض السوريين من خلال شاشات إعلامهم شاجبين الاعتداءات المتكررة ومحيين انتصارت جيشهم الأخيرة على قوى العدوان والتكفير والإرهاب.
عن الأحداث الأخيرة ومفهوم انتهاء مرحلة القطب الأوحد أشار رئيس تحرير صحيفة "البناء" اللبنانية ورئيس مركز "الشرق الجديد" للدراسات والإعلام ناصر قنديل في تصريح صحفي إلى أنه ليس من المجدي مناقشة من يُدمنون الترويج لقوة أميركا و"إسرائيل" والتغافل عن رؤية كل التحولات الكبرى التي حملتها التطورات الأخيرة ، فهؤلاء لا جدوى من إضاعة الجهد لإقناعه.
وأضاف موضحا:"لقد شكل الاشتباك مع الدفاع الجوي السوري العنصر الأهم من المواجهة، التي كانت واشنطن وتل أبيب تتابعانها لحظة بلحظة، لاتخاذ القرار..! إما المضي صعودا على شجرة الحرب أو البحث عن مخرج جديد للنزول عن تلك الشجرة ولعل الذي بات واضحاً اليوم، هو أن النتيجة كانت مخيبة للآمال الأميركية والحسابات الإسرائيلية، لذا ولد قرار الخروج من خيار الحرب، وبدأت حسابات جديدة".
ليختتم قنديل قائلاً: "يحق لمحور المقاومة عموما وللقلعة السورية خصوصا القول أن استراتيجية الردع حققت نقلة نوعية هامة، وأن الحساب لم يقفل بعد وأن زمن الحروب الإسرائيلية الخاطفة وانتصاراتها الحاسمة قد ولى، ولو نظرنا إلى كيفية صمود سورية في وجه المواجهات الإرهابية من جهة، والجبهة الإسرائيلية من جهة أخرى نستنتج أن زمنا جديدا قد ولد تزامنا مع الانتصارات التي حققها محور المقاومة على الأرض".
حلب حاضرة الصناعة ومهد الثقافة والتمدن
شهدت عاصمة الاقتصاد السوري ودرة الشرق التي كانت تصدر منتجاتها إلى شتى أنحاء العالم معرضاً اقتصاديا ضخما حمل اسم "معرض حلب الدولي ". أقيم على أرض المدينة الرياضية بحلب بمشاركة أكثر من 400 شركة محلية عربية ودولية ضمن الفترة الواقعة بين 5 و 11 أيار/مايو الجاري.
حيث ضم المعرض قطاعات صناعية وتجارية أقيمت على مساحة تزيد عن 25 ألف متر مربع بمساحة إشغالية تقارب 10 آلاف متر، فيما بلغ عدد الدول الصديقة المشاركة في المعرض حوالي 14 دولة منها (روسيا، الصين، جنوب أفريقيا، فنزويلا، الفيليبين إضافة إلى مصر و إيران.
فيما احتضن عدداً من الأجنحة الفنية والإعلامية وبعضا من أهم الفعاليات المصرفية والتأمينية والاقتصادية من القطاعين العام والخاص حيث اعتبر فرصة لإبرام العقود والصفقات مما يسهم بتنشيط الاقتصاد والصناعة والزراعة في تلك المدينة الصامدة.
كما وتخللت أيام المعرض عددا من الفقرات التثقيفية والأمسيات الموسيقية الساهرة بمشاركة عدد فرق الرقص الفلكلوري وعدد آخر من نجوم الغناء العربي في مدينة حلب منهم: صفوان العابد و بتول بني و رنا معوض و فارس احمر إضافة الى موسيقيين قدامى منهم: عبد الحليم حريري وزهير اسكيف وناصر غنايم هذا وقد بلغ عدد زوار المعرض أكثر من 200 ألف زائر خلال مدة لم تتجاوز الأسبوع.
شارك في الافتتاح كل من: وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية (سامر خليل)، ووزير السياحة (بشر يازجي)، ووزير الإسكان والأشغال العامة (حسين عرنوس)، إضافة إلى وزير الإدارة المحلية والبيئة (حسين مخلوف) وعدد من سفراء الدول الصديقة كالصين وفنزويلا واندونيسيا، إضافة إلى ممثلين عن السلطات الرسمية في المحافظة.
هي ستة أيام مضت أيقن فيها الحلبيون أن عزيمتهم لم و لن تنكسر فها هم اليوم متواجدون بالآلاف ضمن هذه البقعة من الأرض بعزيمة أكبر وإصرار أكثر على النهوض ببلادهم ومدينتهم من ركام الحرب والدمار إلى أفق واعد يحمل لهم مزيدا من الحب والوئام والإعمار.