و في هذا السياق قال مصدرٌ عسكري سوري من جنوب دمشق لـ"سبوتنيك" أنّ "العمليات العسكرية التي تجري في حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك ضد تنظيم "داعش" تختلف عن كل المعارك التي خاضها الجيش السوري في الجغرافيا السورية، من حيث طبيعة المنطقة والأسباب التي تفرض على الجيش أن يكون تحركه مدروساً و بطيئاً، إذ يخلو الحيان المذكوران من وجود المدنيين الذين يشكلون عاملاً مساعداً للجيش السوري في عمليات الاقتحام، فرغم أن خلو الحيين من المدنيين عاملٌ مساعدٌ يُريح الجيش في الاستهداف الجوي والصاروخي إلا أنه يُعرقلُ التقدم إذ كانوا يشكلون عاملاً ضاغطاً على المسلحين للخروج من المنطقة كما حصل في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم".
وأضاف المصدر العسكري ذاته أنّ "الطبيعة العمرانية لحيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك صعبة جداً ومعقدة، إذ تتداخل وتتقارب الأبنية فيها وبشكل عشوائي جداً لا يتيح لسلاح المدرعات التقدم أبداً خلال العمليات الاقتحامية، وبالتالي يتم الاعتماد على الجنود المشاة ويصبح القتال بينهم و بين إرهابيي "داعش" وجهاً لوجه، والإرهابيون متحصنون بشكل جيد إذ حفروا الأنفاق والخنادق وحصّنوا أنفسهم جيداً وهذا ما يُعرقلُ ويؤخّر تقدم جنود الجيش الذين يسيرون وفق خطط مدروسة وبطيئة للحفاظ على حياتهم".
وأكد المصدر لـ"سبوتنيك" أنّ "داعش تعنّت ورفض الخروج من جنوب دمشق والجيش سيستمر في عملياته العسكرية لتضييق الخناق عليهم حيثُ استعادت قواته عدداً من كتل الأبنية جنوب شرق الحجر الأسود بالإضافة إلى دوار حي الجزيرة شماله الغربي وبذلك يكون "داعش" قد حُصرَ في مساحة ضيقة جداً"، لافتاً إلى أنّ "قوات الجيش انتشرت على خطوط التماس الواقعة بين بلدات بيت سحم و يلدا وببيلا ومخيم الرموك والحجر حيث سيعمل الجيش على فتح محور جديد يشكل ضغطاً على إرهابيي "داعش" وبالتالي تسريع استعادة المنطقة و تطهيرها."