واحدة من الكثيرات اللواتي رفضن ترك سوريا، واعتبرن أن البقاء فوق الأرض يعد واجبا في قضية الدفاع عن الطمي ضد من يحاولون تمزيقه… إلى نص الحوار
سبوتنيك: بداية ما هي الصعوبات التي تواجهينها في ظل الحرب الحالية في عملية الكتابة؟
سبوتنيك: هل طغت الحرب على المفردات الشعرية والاصطلاحات؟
نعم، وهذا أمر طبيعي لأننا لسنا بمعزل عما يجري حولنا، ليس في سوريا فقط بل نجد ذلك في نصوص جميع الشعراء الذين تتعرض بلدانهم للحروب، وبالنسبة لقصائدي فلم أتناول مفردات الحرب بشكل كبير، بل بالكاد تجد نصان في صلب موضوع الحرب، لم أشأ أن أعزز هذا الأمر في كتابتي.
سبوتنيك: هل يسمع الناس الشعر في ظل سيطرة صوت البارود على المشهد؟
عندما يكون الخراب على امتداد النظر، جغرافيا وفكريا، يحتاج الناس لمخرج من دائرة الحرب ونيرانها المستعرة، وقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في ايصال الشعر لشريحة أكبر من الناس وبسرعة كبيرة وقلصت المسافة بين البلدان والأشخاص.
سبوتنيك: هل للجانب الثقافي تأثير على الحالة السورية التي تشرذمت إلى حد كبير على المستوى المجتمعي؟
في البداية، لا، انقسم المثقفون السوريون انقساما حادا وأدى هذا لشرخ كبير ، وقلة قليلة من حافظ على توازنه وعمل على مراعاة الوضع الاجتماعي كوننا تعرضنا لحرب إعلامية شنيعة في البدايات قبل أن تبدأ الحرب الفعلية. بعد ذلك نشطت الفعاليات والمهرجانات الأدبية والثقافية بمبادرات شخصية وشجاعة، وإن كانت على مستوى ضيق و محصورة في المناطق التي لم تتعرض لأخطار الحرب بشكل كبير ، إلا أنها لعبت دورا إيجابيا في محاولة الخروج من مأزق سيطرة شبح التشرذم والانقسام في الأعوام السبعة الفائتة، وأذكر أننا شهدنا زيارة بعض الشعراء السوريين لسوريا في الفترة الماضية وإحياء أمسيات رغبة منهم في إنعاش الوضع الثقافي.
سبوتنيك: ما هي طقوس الكتابة التي تمرين بها؟
لا يوجد طقس محدد، فالكتابة وليدة اللحظة الراهنة، وليدة الهام يومض كالبرق وعلى الكاتب أن يكون وفيا لهذه اللحظة.
سبوتنيك. كم أضاعت الحرب من فرص القراءة والثقافة في المجتمع السوري؟
لم تضيع الحرب فرص القراءة والثقافة فقط، بل حرمت جيلا كاملا من حق التعلم الأساسي، جيل كامل من الأطفال لم يدخلوا المدارس في سنوات الحرب. بعد ذلك نتحدث عن الأطفال الذين يتلقون تعليمهم في المدارس لكن فرصهم ضئيلة في مستقبل أفضل كما أنهم لا يتمتعون باستقرار نفسي وأسري ومجتمعي يجعلهم مستعدين لمواكبة عجلة الثقافة اليومية.
سبوتنيك. كيف يتم استغلال أصحاب الأقلام في التجاذبات السياسية وكيف ترين دور المبدع في مثل تلك الفترات؟
برأيي أن الكتاب هم من استسلموا للتجاذبات السياسية، أو انساقوا عليها بكامل رغبتهم ليس في سوريا فقط، أنا أتحدث عن المشهد العربي ككل. كان الأجدى بالمثقف العربي أن يصمد في وجه التيار ولا يتباكى أمامنا وأن يكون قدوة للمجتمع، هذا إن اعترفنا بوجود مثقف عربي أصلا، فالمثقف عليه أن يطرق بأفكاره كل العقول وأن يوازن بين التجاذبات لخلق بيئة تصلح أن تتبنى النقاش والحوار البناء في جيل ينهار أمامنا بكامل ثقله. المثقفون العرب لم يفعلوا شيئا إلا قلة قليلة منهم عمل على مشاريع تنموية في بلدانهم ويشكرون.
صدرت مجموعتي الشعرية الأولى مؤخراً بعنوان" جدران عازلة للصوت".
سبوتنيك: كيف تقضين يومك وهل هناك أوقات بعينها للكتابة والقراءة؟
أقضي يومي بين العمل والقراءة والترجمة، لا يوجد أوقات محددة فأنا لست متفرغة للكتابة بشكل كامل، كل ما أحاول فعله هو أن أترك بصمة إن تمكنت من شق طريقي في الكتابة والترجمة.
سبوتنيك: من أكثر الشعراء كان متلاحما مع الواقع السوري؟
كل شاعر عبر عن التحامه ورؤيته الخاصة تجاه ما يحدث، وإن اختلفنا في وجهات النظر فإننا جميعا نملك ألما واحدا.