وأوضح العبد الله أن البيان يكرس التدخل المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على سورية تحت ذريعة الحفاظ على منطقة خفض التصعيد.
وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من إجراءات "حازمة ومناسبة" في حال تم خرق إطلاق النار في "منطقة خفض التوتر" في الجنوب السوري مع قرب استعداد الجيش السوري لإطلاق عملية عسكرية في تلك المنطقة.
وفي مقابلة مع وكالة "سبوتنك" قال حميدي: "لقد انتهى سريان اتفاقية خفض التصعيد في جنوب سوريا مؤخرا، وهي ستة أشهر قابلة للتجديد، ولكن لم تجر حتى الآن أي مباحثات روسية أردنية أمريكية لتجديدها وتمديد فعاليتها، ومع هذا تتخذ الولايات المتحدة ذريعة للتدخل العسكري، فقد كانت تتدخل تحت ذرائع مكافحة الإرهاب أو مسرحيات استخدام الأسلحة الكيميائية، ولكنها اليوم تعلن صراحة نيتها حماية الجماعات المسلحة وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، المحظور في روسيا، علما بأن التنظيم غير مشمول باتفاقيات مناطق خفض التصعيد".
وأضاف حميدي إن الموقف السوري واضح ومعلن، وهو ما ورد في بيانات الجيش العربي السوري وآخرها البيان الصادر عقب تحرير مخيم اليرموك والحجر الأسود والذي أكد فيه على مواصلة تقديم التضحيات حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية مهما تطلب الأمر من تضحيات ومهما عظمت التحديات.
وأوضح حميدي أن "للمنطقة الجنوبية خصوصية واضحة تتجلى بتلاصقها مع المملكة الأردنية ومع الكيان الإسرائيلي وهما ركيزتان أساسيتان لوجود الولايات المتحدة في المنطقة ولتنفيذ مشاريعها، وبالتالي فإن الأردن وإسرائيل معنيتان بالقتال والتدخل في الجنوب عند انطلاق عملية تحريره من المسلحين، وقد يقود تدخلهما إلى مواجهة كبيرة لن تكون في صالح إسرائيل لأن أي اعتداء على الجيش السوري خلال عملية تحرير الجنوب سيقابل برد حازم ما قد يوسع دائرة الاشتباك".
واعتبر حميدي أن هناك رابطا كبيرا بين سعي واشنطن لمنع "عملية الجنوب" وبين تكثيف الاعتداءات على مواقع تابعة للجيش السورية والتي كان آخرها استهداف مطار الضبعة في ريف حمص، فالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تحاول الضغط على سوريا وروسيا بهدف إخراج القوات الإيرانية وقوات حزب الله من سورية، كما أن الاعتداءات في الشمال والوسط تحاول توجيه رسالة للجيش السوري بغية منعه من إطلاق عملية الجنوب وحرف بوصلة عملياته عن هذا المسار، تحت طائلة فتح جبهات أخرى وتعريض الكثير من المواقع السورية للقصف.
وكانت وسائل إعلام تناقلت مؤخرا أنباء عن قرب معركة كبرى يحشد لها الجيش السوري في الجنوب بدرعا والقنيطرة ضد الوجود المسلح بعد أن أكمل فرض سيطرته على كامل محيط دمشق، كما ألقت مروحيات تابعة للجيش السوري خلال اليومين الماضيين منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المسلحين إلى إلقاء السلاح كما تدعو أهالي المحافظة إلى مشاركة الجيش في "طرد الإرهابيين". ووقعت باسم "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة".