وتظهر عدسة مراسل "سبوتنيك" سيارة "همر" أمريكية معطلة تقبع في الموقع المذكور الذي خصص على ما يبدو لتدريب الأطفال وتجهيزهم لخوض المعارك.
وكان ممثل عن وزارة الدفاع السورية قد تحدث لـ"سبوتنيك" عن مدرسة لتدريب الإرهابيين والمسلحين عملت في منطقة مخيم اليرموك بدمشق قبل تحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) دربت الأطفال دون سن 13 عاماً، كمسلحين وانتحاريين، كما علًمت الأطفال على المتفجرات وإطلاق النار من أسلحة مختلفة، وأولت اهتماما خاصا لتغيير الفهم الأيديولوجي للأطفال والمراهقين.
وكانت عملية تحرير منطقتي الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب دمشق كشفت النقاب عن استباحة تنظيم "داعش" الإرهابي مدارس المنطقتين المذكورتين وتحويلهما إلى مدارس "داعشية" تعلم الأطفال فنون الجهاد والقتل والذبح وإطلاق النار إلى جانب تنشئتهم على عقائد التطرف والتكفير.
وهدف التنظيم من هذه الأفعال إلى تدمير الجيل الذي يُعوّل عليه أن يكون مستقبل سورية، وهو حال المدارس في مختلف المناطق التي وقعت تحت سيطرة التنظيم، والتي كانت طيلة فترة سيطرته مراكز اعتقال وتعذيب لكل من يخالف التعاليم الوهابية، ومراكز لتجنيد الأطفال بعد إتقانهم فنون القتل والذبح.
وسعى تنظيم "داعش" إلى تشكيل جيل يحمل أفكاره ليخلق حالة مجتمعية ممتدة وراسخة تابعة له ومخلصة لأهدافه، نابعة من سهولة استغلال الأطفال والسيطرة عليهم من خلال تنوع الوسائل بين الإقناع والإغراءات المادية، ولتأسيس وتنشئة هؤلاء الأطفال ليصلوا إلى المستوى المطلوب، وخصص "داعش" ثلاثة أنواع من المدارس، وهي الدينية التي يتلقون فيها مبادئ الفكر الجهادي وأصوله ومناهج دولة الخلافة وتاريخها وبطولات قادتها وفيها يتغذى الطفل على عقائد كراهية غير المسلمين وغير المنتمين للتنظيم، والثانية قتالية تتضمن مرحلة المعسكرات للتدريب على فنون القتال، والثالثة نفسية لخلق عضو "داعشي" لا يعرف الخوف والرأفة وقادر على الإقدام دون تردد على ذبح ضحاياه وجز رؤوسهم.
وأظهرت الكثير من التسجيلات المصوّرة عن يوميات تدريب أطفال يصطفون في تشكيلات مرتدين ثيابا موحدة سوداء وينصتون لتعليمات وأوامر أحد قادة التنظيم، أو يطلقون النار باستخدام البنادق والمسدسات، وأظهرت مشاهد أخرى اصطحاب الأطفال خلال تنفيذ عمليات الإعدام بالذبح وقطع الرؤوس والرجم.
واستغل تنظيم "داعش" في سوريا والعراق آلاف الأطفال وفقدانهم لعوائلهم والظروف القاسية التي يعيشونها في ظل الصراعات والحرب والتهجير فاختطفهم وزج بهم في مدارسه.
ويرى خبراء اجتماعيون ضرورة بالغة في أن تلتفت الحكومات المعنية إلى ضرورة معالجة الأطفال والمراهقين العائدين أو الهاربين من مستنقعات التنظيمات التكفيرية المسلحة من خلال دورات فكرية وتربوية تغذيهم بمبادئ الهوية والمواطنة وتعيد إليهم هويتهم وأسمائهم بعدما حملوا أسماء مثل أبوحفص أو أبوالقعقاع القادم من أعماق التاريخ برسالة الذبح وتكفير الآخر.