هل سيبقى هذا الحرك في إطار رفع الحصار عن غزة أم أنه قد يتطور خلال الأيام القادمة ليوجه البوصلة نحو الاحتلال الإسرائيلي ؟
إلى أي حد يمكن للشارع في الضفة الغربية يمكن أن يؤثر على السلطة الوطنية الفلسطينية للتراجع عن قراراتها بهذا الشأن؟
كيف تلقى الشارع الغزاوي هذا الحراك في الضفة الغربية ؟
إلى أي حد يمكن أن يلعب التلاحم الشعبي الناشئ في رأب الصدع في العلاقة بين حركتي فتح وحماس التي تؤثر خلافاتهما على الوضع الداخلي بشكل مباشر ؟
خلال مظاهرات الضفة الغربية رفعت شعارات تتهم السلطة الوطنية الفلسطينية بالتسبب بمعاناة أهل غزة في الوقت الذي اتهمت فتح حركة حماس بالتسبب بهذه الأوضاع بسبب الانقلاب الحمساوي كما سمته ، كيف يمكن الجمع بين الطرفين في هذه الحالة ؟
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ، أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور محمد أسعد العويوي يرى أن:
"الشارع يستطيع أن يعمل الكثير ليس فقط في الضفة الغربية وفي الحكومات أيضاً، بالأمس القريب رأينا كيف خرج الشعب الأردني واستطاع أن يقيل حكومة وأن يمنع قوانين جديدة تمس حياة المواطنين، وبالتالي هذا الحراك في الضفة الغربية يعكس نبض الشعب الفلسطيني أينما تواجد يستطيع أن يخرج الشعب الفلسطيني المحاصر والمعذب في قطاع غزة منذ أكثر من 11 عاماً من دائرة المناكفات والصراعات السياسية ، هو أيضا محط سؤال خلافي داخل حركة فتح نفسها حيث أن ناصر القدوة قدم استقالته وتم رفضها، فقد قدم مطالب هي نفس مطالب الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية الذي خرج وقال ويجب فوراً وبلا تواطؤ فك الحصار ورفعه عن المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، هؤلاء المواطنون الذين ليس لهم لاحول ولا قوة، ولاهم جزء من الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي يمثل النخب الفلسطينية".
"هناك قرار من المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية لرفع الحصار وصرف الرواتب، لكن هناك تلكؤ من بعض الجهات، ويحب أن يكون هناك ضغط من الشارع من أجل تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها ورفعت شعاراتها في الحراك والمسيرات الليلية التي خرجت أمس في رام الله وتطالب بتنفيذ قرارات المجلس الوطني واللجنة التنفيذية، لابد من إيجاد حل للوضع الداخلي الفلسطيني وإيجاد برنامج وطني تحرري وانهاء حالة الانقسام التي لم تعد تطاق ويمكن أن تنفجر في وجه الطرفين، كما ويجب إعطاء الحرية للشعب كي يعبر عن نفسه سواء أكان في الضفة الغربية أو في قطاع غزة ".
من جانبه مدير مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي ناصر حمّاد قال:
"أكد الشعب الفلسطيني أنه شعب واحد سواء أكان في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، حيث أن المظاهرات التي خرجت في الضفة جاءت كتعبير عن الرفض للعقوبات المفروضة على قطاع غزة، بالرغم من التصريحات المتكررة من المسؤولين وأعضاء اللجنة المركزية وحديثهم بشكل دائم بأنه لا توجد أي إجراءات عقابية على المواطنين في قطاع غزة وأن المستهدف هي حركة "حماس"، وسؤالي الأكثر صعوبة هنا هو كيف يمكن أن يتم استهداف حركة حماس وأن تقطع رواتب الموظفين في قطاع غزة؟، هذه مشكلة ومعضلة، والمناكفات السياسية بين حركتي فتح وحماس في ظل الانقسام تجعل الشارع الفلسطيني في قطاع غزة يصبح قرباناً فداءً لسياسات الضفة الغربية وقطاع غزة وهذه مشكلة كبيرة، نحن نثمن الدور الذي قام به إخواننا في الضفة الغربية من كتاب وإعلاميين ومثقفين وناشطين سياسيين ومن كل الفئات الاجتماعية، هم قاموا بهذه اللفتة الهامة، ولكن الخوف في قطاع غزة هو أن يكون هناك انفصال سياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة هذه هي النقطة الأصعب وهذه هي بداية نهاية المشروع الوطني الفلسطيني".
وأضاف حماد أن "المشكلة الحقيقة هي بين حركتي فتح وحماس و من يريد السيطرة على قطاع غزة، وخصوصاً أن صفقة القرن موجهة نحو قطاع غزة كما تحدثنا وإياكم منذ أكثر من عام حول موضوع صفقة القرن وأن المستهدف هو قطاع غزة، لكن هناك في قطاع غزة واقع اقتصادي مهم وإذا انفك الانقسام السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية فالموضوع يكون اقتصاديا بين حركتي فتح وحماس وهذه مشكلة كبيرة أيضاً، يجب التفاهم بين حركتي فتح وحماس على أدنى برنامج وطني متفق عليه وطنياً حتى نخرج من الأزمة، وهناك اتفاقات رعتها جمهورية مصر العربية ولكنها لم تنفذ من قبل الطرفين، وهناك أطراف دولية تضغط على رام الله لمنع تنفيذ أي اتفاقات موجودة ".
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم