جاءت البداية مع نشر صحيفة "معاريف"، العبرية، في السادس من الشهر الجاري أن الدائرة الأمنية الإسرائيلية تجاهلت تقارير كثيرة حول تدشين مفاعل نووي سوري قبل تفجيره، في العام 2007، وذلك بحسب وثائق سرية لم تنشر بعد، والتي تم تسريب أجزاء منها، تفيد بأنه جرت خلافات عميقة بين لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي والأجهزة الأمنية حول مدى توصل السوريين لمفاعل نووي، في العام 2004، أي قبل تفجير المفاعل السوري بثلاث سنوات كاملة، لتنتهي المعركة الاستخباراتية أو السياسية بإقرار وجود مفاعل نووي سوري، وهو ما اعتبر بمثابة فشل استخباراتي، آنذاك.
بيد أن السجال الجديد قد أشارت إليه القناة العبرية الثانية على موقعها الإلكتروني، من أن لجنة الخارجية والأمن بالكنيست أدارت مفاوضات سرية خلال الأونة الأخيرة حول قضايا أمنية معنية، وطلبت شهادة وزير الدفاع الإسرائيلي، ليبرمان نفسه، ثم عادت وطلبت اللجنة شهادة أو إفادة ضباط من الجبهة الشمالية العسكرية، ولكن استمر رفض ليبرمان في مساعدتهم، لتدخل الخلافات المستعرة بين ليبرمان والكنيست أشدها وقوتها، أمس، الأربعاء، 13 يونيو/حزيران.
أضافت صحيفة "هاآرتس" العبرية، مساء اليوم نفسه، الأربعاء، بأن ليبرمان حذر ضباط الجيش الإسرائيلي من الظهور والحديث أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، وذلك بعدما طلب عضو الكنيست عن حزب "المعسكر الصهيوني"، عومير بارليف، إدلاء بعض ضباط الجيش الإسرائيلي بشهاداتهم أمام اللجنة بالكنيست، والإفادة بمعلومات حول ما يدور في الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وتعود القناة السابعة العبرية لتضيف أن عضو الكنيست عوفير شيلح، من حزب "يش عتيد"، ومعه عومير بارليف، أعضاء لجنة الخارجية والأمن بالكنيست قد طلبا قبل أربعة أشهر إفادات حول مدى جهوزية الجيش الإسرائيلي لأية مواجهات عسكرية في الجبهة الشمالية، ولكن من الواضح أن ليبرمان رفض الإدلاء بأية شهادات أو إفادات، معتبرا أن هذا الأمر هو "قدس الأقداس"، وهو ما يتعلق برفضه للتسريبات العسكرية، والتي تقلق مضاجع الإسرائيليين بوجه عام، وخاصة القيادات العسكرية منهم.
توجه كل من النائبين، بارليف وشيلح إلى أكثر من عضو إسرائيل بالكنيست حول الأمر نفسه، في محاولة لإيجاد تفاهمات بينهما ووزير الدفاع ليبرمان، ويبدو أن الأخير مستمر في موقفه الرافض الإدلاء بأية تفاصيل حول مدى جهوزية الجبهة الشمالية للحرب، ما يعني وجود خلافات عميقة بينه والكنيست الإسرائيلي.