وقال مصدر عسكري لمراسل "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء: "زج الجيش بوحدات قتالية مزودة بمختلف صنوف الأسلحة لتلبية متطلبات الميدان وخاصة بعد سلسلة الاعتداءات الأخيرة التي تعرضت لها مواقعه من قبل قوات التحالف الأمريكي وتنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا)، وتأتي هذه التعزيزات بالتزامن مع إرسال حشود وأرتال عسكرية ضخمة إلى الجنوب السوري وسط أنباء عن قرب إطلاق عملية عسكرية واسعة هناك تفرض سيطرة الجيش على كامل الجنوب وخاصة مع استمرار تعنت الفصائل المسلحة المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية وغرفة عمليات "الموك" ورفضها للتسوية".
وتابع المصدر: "إن التمركز المدروس للقوات السورية شكل مؤخراً عقبة ميدانية أمام تحركات تنظيم "داعش" الذي بات أمام مرحلة التلاشي وخاصة بعد خسارته لمعظم مواقعه وبات محاصرا في جيب صحراوي ضيق في البادية جنوب مدينة دير الزور، وما الدعم الأمريكي الأخير عبر الاعتداءات التي طالت مواقع عسكرية للجيش السوري والحلفاء سوى محاولة يائسة لإنعاش الإرهابيين والإطالة في أمد وجودهم.
وفي الغضون، كشفت مصادر محلية في محافظة درعا جنوب سورية لوكالة "سبوتنك" أن سلاح الجو السوري شن يوم الثلاثاء 19 حزيران/يونيو غارات مكثفة على معاقل الفصائل المسلحة في منطقة اللجاة في ريفي درعا الشرقي والسويداء الغربي، وسط أنباء عن تمكن وحدات من الجيش أمس الاثنين من صد هجوم لمسلحي "ألوية العمري" في بلدة المسيكة على أطراف منطقة اللجاة وقتل عدد منهم.
وتعد منطقة اللجاة ذات الطبيعة الصخرية شديدة الوعورة أبرز معاقل التنظيمات الإرهابية بين ريفي درعا والسويداء حيث تتخذ تلك التنظيمات من المغاور والكهوف والمنحدرات الصخرية تحصينات طبيعية لها، وتضم هذه المنطقة غرف عمليات مرتبطة بإسرائيل وبغرفة عمليات الموك في الأردن.
وكانت منطقة اللجاة خلال السنوات السبع الماضية قاعدة لإطلاق عشرات آلاف القذائف الصاروخية على مناطق مختلفة من محافظة درعا راح ضحيتها مئات المدنيين والعسكريين.
ويرى محللون عسكريون أن الجيش العربي السوري عمل في الأيام الماضية على فصل منطقة اللجاة عن الريف الشرقي لمحافظة درعا، تمهيدا لإطلاق عملية عسكرية هناك، موضحين أن من شأن السيطرة على اللجاة التحكم بالطرق التي تربط بين قاعدة التنف وبين محافظات الجنوب السوري إضافة إلى ريف دمشق.