فقد أبو ماجد، ستة من عائلته، بينهم زوجته وبناته، اقتادهن تنظيم "داعش" الإرهابي، سبايا للاستعباد والبيع في أسواق النخاسة، مطلع أغسطس/آب عام 2014، وبقيت صورته عالقة في أذهان الجميع، باكيا برعب وألم وهو يحمل صور أفراد عائلته بيديه النحيلتين.
وكشف الناشط الإيزيدي البارز، علي حسين الخانصوري، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الخميس 21 يونيو/حزيران، عن تحرير واحدة من بنات "أبو ماجد" من أهالي قضاء خانصور شمالي قضاء سنجار، من قبضة "داعش" الإرهابي من داخل الأراضي السورية.
وأوضح الخانصوري قائلا ً:
إن "خديدا مصطو (أبو ماجد)، أحد الإيزيديين الذين فقدوا جميع أفراد عائلاتهم، عندما هاجم "داعش" الإرهابي، قضاء سنجار بتاريخ 3/8/2014، وبعد مرور أربع سنوات يتم تحرير إحدى بناته وهي الوحيدة التي تم إنقاذها من عائلته".
وأضاف الخانصوري، أربع سنوات وأبو ماجد، ينتظر أن يتم إنقاذ عائلته، حاله حال الكثير من الإيزيديين الذين ينتظرون بفارغ الصبر إنقاذ ما تبقى من المختطفين الإيزيديين.
وأفاد الخانصوري بأن البنت المحررة اسمها "مارتين" تبلغ من العمر 12 سنة، تم تحريرها من سطوة "داعش" الإرهابي، قبل نحو 24 ساعة، تحديدا من داخل منطقة الدشيشة التابعة لمحافظة الحسكة "شمال شرقي سوريا".
ونوه الناشط الإيزيدي إلى أن عدد المختطفين من عائلة "أبو ماجد" هم ستة أفراد، عدا ابنه بقي معه من الذين نجوا بأعجوبة من الإبادة على يد التنظيم الإرهابي، لافتًا إلى أن أكثر من 2500 إيزيدي مختطف بينهم نساء وفتيات، من المكون الإيزيدي، مازالوا بقبضة "داعش".
وتناقل ناشطون إيزيديون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للأب وابنته المحررة من بشاعة وجرائم "داعش" الإرهابي، وهي جالسة قرب أبيها وهو يحتويها بيديه، دون أن تتوقف دموعه عن الانهمار حزنا على المفقودين من أسرته، وفرحا بطفلته الناجية.
وبدت "مارتين" نحيفة ومتعبة، وأنزلت على كتفيها وشاحا أحمر يلائم ثوبها المطبع باللون نفسه، ومنحت المرحبين بها ابتسامات يتخللها الحزن والألم عما واجهته من أذى وتعذيب مثلما حصل لكل فتيات المكون الإيزيدي، على يد "داعش" الإرهابي، على مدى أربع سنوات من الاستبعاد وتجارة الرقيق.
الجدير بالذكر، أن تنظيم "داعش"، اجتاح قضاء سنجار وقرى غرب الموصل، مركز نينوى شمالي العراق، في الثالث من آب 2014، ونفذ إبادة بحق المكون الإيزيدي، فقتل الرجال والشباب وأخذ النساء والفتيات والأطفال سبايا وغنائم للمتاجرة بهم في "أسواق النخاسة"، والاستعباد الجنسي وإرغامهن على التخلي عن دينهن تحت التعذيب والاغتصاب، ثم بيعهن إلى من بقي من ذويهن بأموال طائلة بـ "العملة الصعبة".