نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تقريرا، كتبه الكاتب والمحلل الإسرائيلي البارز، تسيبي بارائيل، نقلت فيه عن مصادر وصفتها بـ"العربية المطلعة على المفاوضات" حول "صفقة القرن"، التي يجهزها كوشنر "لإحلال السلام في الشرق الأوسط".
وترتكز "صفقة القرن" على مسألة قبول الفلسطينيين بأبو ديس عاصمة لدولتهم بدلا من القدس الشرقية، مقابل انسحاب إسرائيل من نحو 5 قرى وأحياء عربية شرقي القدس وشماليها، لتصبح المدينة القديمة بين يدي الحكومة الإسرائيلية، كما أن وادي الأردن سيكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، علاوة على أن الدولة الفلسطينية ستكون من دون جيش ومنزوعة السلاح ومن دون أي أسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى تشكيل خطة اقتصادية لإعادة إعمار قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية قوله: "خوف السلطة الفلسطينية هو ما جعلها تطلق على الصفقة لقب مؤامرة، هدفها تقسيم غزة والضفة الغربية وتجنيبها أي مفاوضات دبلوماسية حول مستقبل فلسطين".
وقال دبلوماسيون غربيون إن "الخطة الاقتصادية" تعتمد على إنشاء 5 مشاريع صناعية كبيرة ستشرف عليها مصر وسيكون ثلثا العاملين فيها من قطاع غزة وثلثهم من سيناء من بينها بناء محطة مشتركة للطاقة بين مصر وفلسطين ومحطة كبيرة لإنتاج الطاقة الشمسية، وبناء مطار تحت سيطرة حماس بتنسيق كامل مع مصر.
لكن مصر، والقول لـ"هاآرتس"، لا تقبل بالصفقة الأمريكية بصورة كاملة، خاصة وأنها أعلنت يوم الخميس بعد اجتماع ضم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات والمسؤول عن ملف القضية الفلسطينية، عباس كامل، بدعم مصر لكافة الجهود والمبادرات التي تهدف للوصول إلى اتفاق شامل، يمكن على أساس قيام دولتين في حدود 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وقالت الصحيفة العبرية إن الموقف المصري الرافض التخلي عن القدس الشرقية يتزامن مع انزعاج العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني من الصفقة، خاصة فيما يتعلق بموقفها من القدس الشرقية، وإزالة رعاية الأردن على الأماكن المقدسة، واستمرار سيطرة إسرائيل على وادي الأردن.
كما نقلت الصحيفة العبرية عن مصادر عربية ما وصفته بـ"تباين وجهات النظر" حول صفقة القرن بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت "هاآرتس" أيضا عن مصادر قولهم إن هذا ليس فقط مصدر الخلاف بين الزعماء العرب على "صفقة القرن"، لكن تصريح ترامب حول أنه سيطلب من السعودية والإمارات وقطر المشاركة في تمويل مشاريع جديدة في غزة.
وقالت الصحيفة إن هذا التصريح واجه معارضة شديدة من السعودية والإمارات، ونقلا ذلك إلى المبعوثين الأمريكيين الذين زارا البلدين في الفترة الماضية.
وقالت المصادر إن السعودية والإمارات أبلغتا الإدارة الأمريكية صراحة:
تدخل قطر سيعني دخول إيران إلى غزة من الباب الخلفي.