عمان — سبوتنيك. وقالت الباحثة والمحللة السياسية الدكتورة حياة الحويك عطية في تصريح لوكالة "سبوتنيك" حول عدم استقبال الأردن لمزيد من اللاجئين السوريين أثناء احتدام معارك الجنوب الأخيرة بأن "الأردن بلغ طاقته الاستيعابية وأعتقد أنه قطع الأمل صراحة بأمرين، الأمر الأول توظيف هؤلاء اللاجئين لعملية ابتزاز مالي سواء من قبل دول أوروبية أو دول الخليج، بالإضافة إلى عملية توظيف هؤلاء اللاجئين في عملية ردة ضد النظام السوري على طريقة خليج الخنازير في كوبا".
وغزو خليج الخنازير حدث في العام 1961، وكانت محاولة فاشلة من جانب القوات التي دربتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب النظام على فيديل كاسترو.
واحتدمت في الأيام الماضية المعارك في الجنوب السوري بين الجيش العربي السوري وبين المعارضة المسلحة، ووسط دعوات للأردن بفتح حدوده مع سوريا لمرور اللاجئين، أكد كل من العاهل الأردني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ورئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز في فترات متقاربة ومواقف مختلفة من أن الأردن بلغ طاقته الاستيعابية من اللاجئين السوريين وأنه لن يفتح الحدود أمام مزيد من اللاجئين.
وكان المؤتمر الصحافي التالي للقاء الصفدي مع الأمين العام للأمم المتحدة يوم أمس الخميس يؤكد تماماً الموقف الأردني.
وفيما يتعلق بالجانب الأمني، ألا يخشى الأردن من أن اللاجئين إلى الحدود الأردنية هم مقاتلون وليس مجرد مدنيين هاربين من القتال؟
تجيب عطية: "لا ننسى أن باب المصالحة في سوريا مفتوح، وعريض سواء عبر مركز المصالحة الروسي أو عبر وزارة المصالحة السورية، فبالتالي من ليس متورطاً بالدم قادر بسهولة على المصالحة، هذه المرة المصالحات أمرها سهل جداً، ومَن يهرب هو غير القادر على المصالحة".
وتشكك عطية بألا يتراجع الأردن عن قراره وتوضح "طبعاً أنا واثقة أن الإرادة الأردنية حقيقية وواضحة بعدم استقبال اللاجئين وعدم فتح الحدود ولكن إلى أي مدى يمكن أن يتعرض الأردن لضغط واضح ولنقلها بالأسماء ضغط سعودي، إماراتي، أمريكي طبعاً وضغط إسرائيلي من خلف الجميع، وكم يستطيع الأردن أن يصر على موقفه ويقول (لا) وهو أمس ذهب للمساعدات الخليجية. فالأردن بين المطرقة والسندان، بين حاجته الداخلية القاتلة للمساعدة المالية، وهذه أخطاء السياسات الاقتصادية المتعاقبة التي مرت على البلد والتي صادرت القرار".
وعقب الأزمة الاقتصادية التي مر بها الأردن مؤخراً، تلقى حزمة مساعدات من السعودية والإمارات والكويت بقيمة 2.5 مليار دولار مطلع حزيران/ يونيو الحالي.
وتؤكد عطية أن لديها معلومات دقيقة بأن "الأردن منذ وقت يريد فتح معبر نصيب لأنه متنفس اقتصادي مهم جداً للبلد، وكل مرة كانوا يحاولون فتحه كان الضغط الخليجي والأمريكي والإسرائيلي يمنعهم ويضطرون على التراجع".