وأضاف السبع، المتخصص في الشأن السوري، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين 8 يوليو/ تموز، أن تراجع المعارضة السورية عسكريا، يعود إلى عدد من الأسباب، أهمها تبني خطاب "جبهة النصرة" و"داعش"، وهذا ما جعل السوريين ودول الجوار يخشون من الوليد الجديد.
ولفت السبع إلى أن سقوط عديد من القرى والمناطق في الجنوب السوري بيد الجيش العربي السوري، مرده تعاون عدد كبير من قادة الفصائل السورية مع الأمن السوري، بجانب الرغبة الأردنية في عودة الجيش السوري للحدود، بعد سنوات من سلطة الأمر الواقع على الحدود.
وأكد المحلل السياسي أن فوضى السلاح وغياب المشروع السياسي الواضح، وظهور التنظيمات المتشددة هناك أقلق دول الجوار، وأفقد المعارضة السورية الحاضنة الشعبية التي تمتعت بها في 2011.
وأشار إلى أن منطق التسويات، الذي اعتمدته الحكومة السورية والجانب الروسي مع فصائل المعارضة في الجنوب، لن يكون متبعا مع تنظيم "داعش" الإرهابي الموجود عند حدود الجولان، بالتالي علينا أن نتوقع معركة كبيرة في تلك المنطقة من أجل اجتثاث الإرهاب، حيث أن الرئيس بشار الأسد اعتمد مبدأ التسويات مع مناوئيه ومعارضيه، ولكنه كان حازما مع الفصائل المصنفة كـ"إرهابية"، مثل "داعش" و"جبهة النصرة".
وأردف: "انتهاء معركة الجنوب وعودة درعا إلى كنف الدولة السورية، تعني بداية انطلاق العمليات العسكرية في إدلب، وهناك أم المعارك السورية، حيث يتمركز أكثر من 50 ألف مقاتل يتبنون فكرا متشددا، وهذا ما يجعل المعركة كبيرة وخطيرة بنفس الوقت، أضف إلى ذلك أنه لا يوجد مكان من الممكن أن تنتقل له عناصر المعارضة، ولا توجد أي دولة من الممكن أن تقبل انتقال عناصر المعارضة إليها، وهذا ما يجعل المعركة هناك مسألة حياة أو موت للطرفين".
وأوضح السبع أن سقوط الجنوب السوري بهذه السرعة، والتخلي الأمريكي والدولي عن المعارضة السورية، دفع الأكراد إلى إعادة الحسابات الإقليمية والسورية، والتعاطي مع الحكومة السورية بمنطق جديد، حيث بادرت قوات الحماية الكردية إلى فتح خطوط اتصال مع دمشق، وأبدت الاستعداد لتسليم آبار النفط بمنطقة الحسكة، وهذا مؤشر على أن سوريا بدأت تخرج من عنق الزجاجة، وتستعيد ما فقدته خلال الحرب السورية.