ولفت المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى سوريا ألكسندر لافرينتيف في تصريح له بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف وقادة الأجهزة الأمنية في بعبدا إلى أن "المحادثات مع الجانب اللبناني كانت ممتازة حول عودة النازحين".
وأشار إلى أن "إعادة النازحين مهمة والمطلوب توفير الظروف الملائمة لهذه العودة والحكومة السورية مستعدة للقبول بمن يريدون العودة"، مؤكداً أن "الدعم الدولي مهم لتحقيق العودة ونرى عودة يومية لنازحين ما يدل إلى أن لا تهديدات من قبل الحكومة السورية وهذه إشارة مشجعة"، لافتاً إلى أن "إعادة النازحين مهمة والمطلوب توفير الظروف الملائمة لها".
وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم الخميس 26 يوليو/تموز، أن "الوفد الروسي الرفيع المستوى بحث مع الرئيس السوري، بشار الأسد، يوم الأربعاء الماضي، إعادة إعمار سوريا في فترة ما بعد النزاع، وجاء في البيان: "تم تبادل الآراء حول الأوضاع الراهنة في الجمهورية العربية السورية".
وأضاف البيان: "أولي اهتمام خاص لمهام إعادة إعمار البلاد فيما بعد النزاع، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين ونقل الأشخاص داخليا إلى أماكن إقاماتهم الدائمة في أسرع وقت. ورحب الأسد بخطوات المبادرة الروسية في هذا الاتجاه، مؤكداً الاستعداد لتهيئة الظروف اللازمة لاستقبال آمن وكريم وإقامة السوريين العائدين إلى وطنهم".
يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، المبادرة الروسية وجدت مخرجا للتناقضات اللبنانية لأن بعض الأطراف اللبنانية الرسمية وخاصة رئيس الحكومة وما يمثل، ليسوا على استعداد للتعاطي مباشرة مع الحكومة السورية، لذلك جاءت المبادرة الروسية كمخرج للتعاون بهذا الموضوع، خاصة أن هناك حاجة لبنانية يتفق عليها جميع الأطراف كافة لإيجاد آلية وطرق سلمية آمنة من أجل عودة النازحين، ومن هنا يتشكل هذا الإجماع اللبناني، لأن جميع الأطراف لا تمانع أن تقوم روسيا بدور إيجابي، وهذا الدور يخدم جميع الأطراف، ويتجاوز الخلافات اللبنانية حول الموقف من سوريا، ولهذا سيكون هناك نجاح لهذه المبادرة، وأن تتفق جميع الأطراف وخاصة بسبب وجود رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والمسؤولين المعنيين في هذا الاجتماع، والتمكن من إيجاد آلية مشتركة للتعاون مع روسيا وبالتالي مع سوريا لتأمين عودة آمنة للنازحين.
وبدوره يشير غريغوري لوكيانوف، أستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، خبير في الشرق الأوسط في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، إلى أن موقف روسيا من المفاوضات مع الجانب اللبناني قوي جدا، وقد ساعد في ذلك من ناحية، أن التعاون السياسي بين البلدين يجري في ظل الثقة والاحترام المتبادل على مدى سنوات طويلة.
ومن ناحية أخرى، لا يزال موقف روسيا قوياً لأن الوضع في سوريا يتطور وفقاً للسيناريو الذي تنبأت به موسكو منذ فترة طويلة والذي دافعت عن تنفيذه. وفي هذا الصدد، يمكن أن يعتمد الجانب اللبناني، أثناء التفاوض مع روسيا، على حقيقة أن بعض الاتفاقات سيتم تنفيذها بحذافيرها.
يتوقع الجانب الروسي أنه سيكون من الممكن إيجاد حل بناّء للمشكلة، وهو أمر لا يقل أهمية بالنسبة لكل من سوريا ولبنان. لأن أكثر من مليون لاجئ سوري في أراضي لبنان هم في الوقت الحالي يشكلون عبأ قويا على الاقتصاد اللبناني. ومسألة عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، تهم بشكل موضوعي كل من الحكومة السورية، وتقريبا جميع القوى السياسية الرسمية في بيروت. فكل مواضيع الخلاف هي تفاصيل يمكن حلها لإرضاء جميع الأطراف.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي