مشيرا إلى أنه تم البحث في كافة المساجد في الغوطة الشرقية التي كان تنظيما "داعش" و"النصرة" الإرهابيان يقومان باستخدامها كمقرات لنشر الفكر الوهابي من خلال نشر فكر ابن تيمية الوهابي، وسواه ممن يدعون للفكر التكفيري.
ولفت الدكتور سليمان إلى العثور في مناطق الغوطة الشرقية التي حررها الجيش السوري منذ أشهر على العديد من المكاتب والمكتبات والمساجد التي تحوي عددا كبيرا من كتب ابن تيمية، حيث قامت وزارة الأوقاف بمصادرتها وحرقها، خوفا من تسرب هذه الكتب وما تحمله من فكر تكفيري وظلامي، إلى المناطق الآمنة في دمشق وغيرها، مؤكدا بأنه منذ عام 2012 تمت مصادرة كافة الكتب التكفيرية لابن تيمية وكتب ابن القيم الجوزية، وكتب قطب، ومنع تداولها في كافة الأراضي السورية.
وتتعرض سوريا منذ نحو 8 سنوات لحرب ضد "جماعات العنف التكفيري" التي تمارس القتل، وتنشر التكفير في آن معا، حيث شكلت "القاعدة" مجموعات إرهابية مسلحة تحت مسميات عدة، تحمل في طياتها أهدافا مختلفة، أهمها الوصول إلى السلطة لبناء الدولة وفق رؤيتها التكفيرية.
وعمد تنظيما "داعش" و"النصرة" الإرهابيان اللذان سيطرا خلال السنوات الماضية على أكثر من نصف مساحة سوريا، إلى إلغاء مناهج التعليم والتربية، واستبدالها بمناهج وهابية ضمن سياسة واستراتيجية مدروسة تركز على الأطفال لتنشئتهم على الفكر التكفيري، وبالتالي خلق أجيال بأكملها تعتقد بمعتقداتهم وتدين بتعاليمهم، ويستند معظم هذه المناهج على أفكار وفتاوى ابن تيمية وأفكار وتعاليم محمد بن عبد الوهاب.
ويعد ابن تيمية الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي من أخطر أئمة الفتنة الذين نشروا الفكر المتطرف والإرهابي في الأمة الإسلامية من تكفير المسلمين وغير المسلمين، واستحلال دمائهم وحرماتهم لمجرد الاختلاف على أبسط المسائل في أداء العبادات.
وتتناقل الجماعات الإرهابية والمتطرفة مؤلفاته وفتاويه، وصولا إلى تنظيمي "داعش" و"النصرة" الإرهابيين، اللذين سفكا باسم هذا الفكر وبالاعتماد على فتاويه دماء مئات الآلاف من الأبرياء، مستخدمين أبشع طرق التعذيب والقتل وقطع الرؤوس وحرق الأحياء.