أعلنت وسائل إعلام جزائرية، أنه منذ بداية شهر يناير/ كانون الثاني، تزايد عدد المرشحين المحتملين للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر، في ظل عدم وجود موقف رسمي من بوتفليقة بالترشح من عدمه للانتخابات المقرر لها بداية العام المقبل.
وكشف سعيدي لـ"سبوتنيك" أن حراك أحزاب الموالاة الداعمة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "سيكون لها القول الفصل في حسم معركة الانتخابات الرئاسية قبل بدايتها، مضيفا أنه في حال قبول الرئيس الترشح، فإن الساحة السياسية ستكون أمام المشهد الأكثر تأثيرا؛ لأن الإعلان عن ترشح الرئيس بوتفليقة، سيرهن طموحات أحزاب المعارضة، في تقديم مرشح منافس له، خصوصا في ظل توسع قاعدة الأحزاب التي تدعم وتناشد بقاء الرئيس لفترة رئاسية أخرى".
وحدد السعيدي السبب الثاني لعدم تحديد خريطة المرشحين المحتملين للرئاسة في الوقت الحالي، في اختلاف المعايير، التي ستختار بموجبها القوى السياسية المعارضة منها مرشحيها للرئاسة، لافتا إلى أنه في ظل المبادرات المطروحة، كمبادرة "التوافق الوطني" التي أطلقتها حركة مجتمع السلم (حمس)، ومبادرة "مواطنة" التي أطلقها الرافضون لتولي بوتفليقة رئاسة البلاد لمدة رئاسية خامسة، عملية تحديد المرشح للرئاسة ستخضع لضوابط تختلف عن تلك التي طرحت من قبل، ففي الوقت الذي قد يسعى فيه التيار الإسلامي إلى اختيار شخصية إسلامية معروفة، فإن الأحزاب الأخرى قد تسعى للبحث عن مرشح قد يكون شخصية وطنية، قادرة على اقتحام المشهد السياسي ومنافسة الرئيس بوتفليقة.
وعما يتردد عن وجود صراع بين الشرق الجزائري، بقيادة رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الجزائري القايد صالح، والغرب الجزائري، بقيادة نجل الرئيس السعيد بوتفليقة، قال سعيدي إن هذا أمر يخضع للتوظيف والترويج الإعلامي دوما، موضحا أن بعض القوى التي صدقت هذا الأمر قد طلبت بشكل صريح تدخل المؤسسة العسكرية لضمان فترة انتقالية، لكن التصريحات المتكررة لقائد الأركان، ورسالته الأخيرة المنشورة في مجلة الجيش تؤكد على موقع ومهام المؤسسة العسكرية الدستورية في ضمان أمن حماية الوطن فقط.
وشدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بشار، على أن الجيش الجزائري لن يخضع للتوظيف السياسي، أو يستجيب لأوامر من أية جهة كانت، وهو يعمل دوما تحت قيادة رئيس الجمهورية الذي يعد وزيرا للدفاع الوطني، وقائدا أعلى للقوات المسلحة.
وفيما يخص ما يتداوله البعض من وجوب قبول فرنسا، لشخص الرئيس الجزائري القادم، أكد سعيدي أنه لا يعتقد بأن رضى فرنسا، أو غيرها قد يفيد بالشكل المتوقع، لدى البعض في تحديد الرئيس المحتمل، مستشهدا بتجربة 2014، عندما حاول أحد الأشخاص الترشح بدعم من جهات فرنسية، غير أنه لم يتمكن من بلوغ الترشح، غير أنه هذا لا ينفي وجود اهتمام وقلق من هذه القوى الخارجية وعلى رأسها فرنسا، بحسب سعيدي، كمحاولة منها لاستباق المشهد عملا بمنطق الحفاظ على مصالحها الاقتصادية بشكل خاص، وهذا أمر طبيعي فيما يتعلق ببلد كالجزائر، يقع في دائرة الاهتمام، والاستقطاب الدولي سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا.
وعن أسباب تزايد فرص فوز بوتفليقة بالمنصب، رغم ظروفه الصحية؛ قال أستاذ العلوم السياسية إن نجاح الرجل لأربع فترات رئاسية متتالية، بالإضافة إلى دعم الأحزاب الكبرى لترشحه لفترة أخرى، وتوسع هذه القاعدة إلى أحزاب أخرى حتى منها من رفض ذاك في 2014، فضلا عن مناشدة عدد كبير من القوى السياسية لترشحه، فإن حظوظ الرئيس بوتفليقة تكون قوية جدا رغم الظروف الصحية التي مر بها، والتي رافقتها أزمة اقتصادية في البلاد.
ولفت سعيدي إلى أن نجاح الحكومة في تجاوز المتاعب الاقتصادية نوعا ما وضمان الاستقرار الاجتماعي، يدعم موقف بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.