مع العلم أن مصادر مطلعة تشير إلى وجود تشكيلة حكومية جاهزة بجعبة رئيس الوزراء المكلف لكنه ينتظر أن تتقارب وجهات النظر بين القوى السياسية المعرقلة لعملية التأليف، وأن يتنازل البعض منهم عن الشروط عالية السقف، قبل الإفصاح عن مضمون تشكيلته الجديدة.
وشن مقربين من "حزب الله" حملة إعلامية بوجه رئيس الحكومة المكلف سعد الدين الحريري بسبب موقفه الرافض لإعادة تطبيع العلاقات مع سوريا، مقابل إقفال أنصار الحريري لعدد من الطرقات في بيروت وخارجها، إحتجاجا على ما اعتبروه إساءة لفظية من رئيس مركز الإرتكاز الإعلامي سالم زهران المقرب من "حزب الله" بحق الرئيس الحريري.
إذا، متى تنفرج أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية في بلد يعيش تحت وطأة وضع اقتصادي صعب ويزداد صعوبة مع كل يوم إضافي يغيب فيه نشاط السلطة التنفيذية؟.
ويجيب عن هذا السؤال النائب عن تيار المستقبل عاصم عراجي، إذ يقول لـ"سبوتنيك" إن سبب عدم تشكيل الحكومة يعود بالأساس إلى عقد داخلية تتمثل بالعقدة الدرزية بين الوزيرين وليد جنبلاط وطلال إرسلان، والعقدة المسيحية بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وعدم توافقهما حتى الساعة على الحصص الوزارية.
ويضيف عراجي بأن:" الرئيس الحريري مستعجل على تشكيل الحكومة لكن هناك أطراف وتيارات سياسية لم تتوصل إلى إتفاق بين بعضها البعض في الملف الحكومي، والرئيس الحريري يحاول أن يشكل حكومة وحدة وطنية تتمثل بها كل الأطراف، خصوصا وأن الحريري لا يريد أن يدخل في مشروع تشكيل حكومة أكثرية أو حكومة تكنوقراط، وهو يصر على تشكيل حكومة وحدة لا سيما وأن الأوضاع في المنطقة ما زالت معقدة، إضافة الى ضغوطات الوضع الاقتصادي في لبنان الذي يحتم مشاركة جميع الأطراف في مواجهة التحديات الاقتصادية".
وحول ما إذا كان هناك من ضغوط خارجية تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة ينفي عراجي وجود تدخلات خارجية "أقله من ناحية الأطراف الإقليمية الداعمة لتيار المستقبل".
تجدر الإشارة، إلى أن السجال الدائر حول تشكيل الحكومة تحول خلال اليومين الأخيرين إلى موضوع العلاقة مع سوريا، مع دعوة أركان قوى الثامن من آذار إلى ضرورة تصحيح العلاقة مع الحكومة السورية، مقابل تشدد الحريري برفضه للأمر، وهو ما خلق إنقساما جديدا على الساحة السياسية من شأنه أن يزيد من تعقيدات ولادة الحكومة المقبلة.