وأوضح شعث في حديثه لبرنامج "بين السطور" المذاع عبر أثير راديو "سبوتنيك" أن حركة "فتح" لم تشارك في اجتماعات القاهرة التي انتهت أمس، لتزامنها مع اجتماع المجلس المركزي، بينما سيأتي الوفد بعد عطلة عيد الأضحى المبارك برئاسة عزام الأحمد، مشيرا إلى خشية حركة "فتح" من تقديم ملف التهدئة على المصالحة الفلسطينية، لأن ذلك قد يفتح الباب أمام حركة "حماس" للهروب من المصالحة الفلسطينية كما حدث من قبل.
كما أن تحقيق التهدئة سيفتح الباب لإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، كما وعد السيد ميلادينوف المبعوث الأممي للسلام في الشرق الأوسط بإدخال 150 ملون دولار مساعدات لقطاع غزة، أي أن هذه المشاريع ستأتي مباشرة إلى حركة "حماس" وستكرث عملية الانقسام".
وحمل شعث السفير القطري محمد العمادي مسئولية إفشال الجهود المصرية في ملف المصالحة، نافيا حصول الرئيس أبو مازن على مساعدات قطرية أثناء زيارته الأخيرة إلى الدوحة، بل طالب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بوقف الزحف القطري على قطاع غزة والعبث بالشأن الداخلي الفلسطيني.
في سياق متصل، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسي، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن تصريحات أبو مازن لم تحمل أي معنى سياسي أخر سوى ترتيب الأولويات وفق رؤية الرئيس أبو مازن.
وأوضح أن "السلطة تريد تطبيق المسارين معا، أي تثبيت الهدنة وتطبيق المصالحة، بينما ترى بعض الفصائل أن هناك أولوية تسبق أخرى، لكن هناك تصور عام تعمل عليه القاهرة في هذا التوقيت، بأن تكامل المسارات وتعددها بحيث لا يغلب مسار على أخر، أي مسار فلسطيني فلسطيني، وثاني فلسطيني إسرائيلي، وثالث فلسطيني أمريكي، مؤكدا أن التحرك المصري يسير في كل الاتجاهات بهدف تقريب وجهات النظر".
وأكد على أن رام الله لم تغب عن كافة الاتصالات التي أجرتها القاهرة، معتبرا أن الكورة حاليا في ملعب حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى، من حيث ترتيب مسار المصالحة واستكماله.
وأشاد شعث بأهمية الجهد المصري، والذي أعاد الملف الفلسطيني للواجهة الدولية، باعتبار أن القاهرة تدرك جيدا أن ملف قطاع غزة ليس إنسانيا بل سياسيا ويلزمه التوافق، مشددا على أن القاهرة لا تحابي فصيلا على أخر، بل تفتح أبوابها للجميع وهذا ما قد تم نقله للرئيس الفلسطيني أبو مازن وباقي الفصائل.