وقبل بداية الحرب، عاش في مدينة حلب حوالي مليوني شخص، بينما عاش حوالي 6 ملايين شخص في ضواحيها. وتعد مدينة حلب أكبر مركز صناعي وتعليمي وثقافي في سوريا. واحتوت المدينة على العديد من المصانع الإنتاجية والشركات الصغيرة والمتوسطة. وكانت للحرب عواقب وخيمة على المدينة، حيث دمر الإرهابيون ثلثي المنازل وتمت سرقة المصانع كاملة وتوقف الإنتاج بشكل كلي تقريبا.
ولم يعد سكان المدينة بحاجة إلى التفكير في الحرب. فقد عادت الحركة إلى مطاعمها وأسواقها إلى شكلها الطبيعي، فقد اختفى خطر الهجمات الإرهابية التي كانت تهدد حياة السكان.
بينما كانت قلعة حلب الشاهقة، التي تأسست في الألفية الثالثة قبل الميلاد، شاهدة على المعارك البطولية التي خاضها الجيش السوري ضد الإرهاب، حيث قامت مجموعة من الجنود السوريين بالدفاع عن القلعة لأربع سنوات بشكل لا يصدق وبطولي، في حين قام الإرهابيون بفرض حصار مطبق عليهم، وكانت الإمدادات تأتيهم من الجو فقط.
وصرح أحد الضباط لمراسل "سبوتينك" أن المروحيات التي قامت بتوصيل الإمدادات إلى الجنود في القلعة، كانت تطير على ارتفاع عالي جدا لأسباب أمنية، ومع ذلك كانت تعود إلى المطار مثقوبة كالغربال، من ضربات الإرهابيين، الذي حاولوا إسقاطهم بأي ثمن.
واعتبرت قلعة حلب نقطة استراتيجية، خلال الحرب (من كان يملكها كان يملك المدينة). وقام الإرهابيون بقصفها عدة مرات من الأحياء المجاورة، وإلى الآن هناك آثار لإنفجارات لجرات الغاز المنطلقة من "مدافع جهنم".
وحاول والإرهابيون مرتين اقتحام القلعة، كما فعل قبل ذلك المغول والأتراك. وأشار الضابط إلى المنزل المدمر، الذي كان يحتوي على نفق استخدمه الإرهابيون للدخول إلى القلعة.
وقال، حسين دياب، محافظ مدينة حلب خلال مقابلة مع مراسل وكالة "سبوتنيك": بعد تحرير المدينة، بدأنا إعادة بناء البنى التحتية وإحياء الإنتاج والزراعة. ولكن قمنا بالعمل على إعادة الطاقة الكهربائية في المقام الأول، حيث تم تشغيل حوالي 400 خط كهرباء ومحطات لتوريد المياه إلى حلب. والآن يعمل 16 مركز طبي و7 مستشفيات، ورممنا 75 كم من الطرق. كما يتم إعادة بناء مركز المدينة التاريخي والمناطق السكنية والمؤسسات التعليمية".
وأعلن دياب أن شرط عودة اللاجئين إلى المدينة هو استعادة المنشآت الإجتماعية المهمة. والآن بدأ تعداد سكان المدينة بالازدياد، حيث عاد إلى ضواحي المدينة أكثر من 1.2 مليون لاجئ. وكل هذا بفضل عودة السلم إلى المدينة، وبفضل برنامج الحكومة السورية والروسية للإعادة اللاجئين، الذين فروا من الحرب إلى مختلف بقاع العالم.
شدد محافظ حلب على أهمية الدور الروسي في ترميم المدينة، حيث يقدم مركز المصالحة الروسي مساعدات إنسانية للسكان المحليين، ويشارك في تنظيم حوار بين الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة. كما أن الأطباء الروس يقدمون المساعدة الطبية للمدنيين.
وقال دياب "بسبب العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة ضد دمشق، فإن روسيا تعد البلد الوحيد الذي يقدم المساعدات الإنسانية لسوريا. وليس لدي أدنى شك في أنه مع مساعدة أصدقاء سوريا، وبالمقام الأول روسيا، لن يعود السلام إلى حلب فقط، وإنما إلى جميع أنحاء سوريا".