الخرطوم — سبوتنيك. وعلى غرار ذلك، نجد أن المظاهر الاحتفائية بالأعياد الدينية في السودان، تكاد تكون معدومة، إلا تلك التجمعات أثناء أداء صلوات العيد، والتي يعقبها لقاءات بين الأقارب والجيران والأصدقاء، يتصافحون، بالأيادي والأحضان، مهنئين أنفسهم بحلول عيد الأضحى المبارك.
ولكن على الصعيد نفسه، توجد عشرات الطرق الصوفية في السودان، وهي صاحبة السواد الأعظم في البلاد، حيث يحتفلون هناك بقدوم العيد على طريقتهم الخاصة، ومن هذه المجموعات الصوفية، توجد طريقة، تسمى (السمانية الطيبيه القريبيه الحسنيه)، ومقرها بمدينة "أم درمان" التاريخية.
تحتفل هذه المجموعات الصوفية بعيد الأضحى في ثالث أيامها، بقيام زيارة كبيرة، تضم جميع تلاميذ ومحبي الطريقة السمانية، بالذهاب إلى ضريح مقام الشيخ أحمد الطيب بن البشير، المتوفي قبل 200 عام، المدفون بقرية "أم مرح" أو قرية " الشيخ الطيب"، الواقعة شمال مدينة أم درمان.
وتقوم الطريقة السمانية وغيرها من عشرات الطرق الصوفية الأخريات، بهذه الزيارة السنوية، في ثالث أيام عيد الأضحى، يعتبرونها مناسبة لإكثار الدعاء والاستغفار لله، وتجديدا للعهد بالسير في طريق الصالحين.
وتحدث في هذا الأمر، الشيخ الرشيد الشيخ مطيع، وهو من أحفاد الشيخ أحمد الطيب بن البشير، لوكالة "سبوتنيك"، قائلا، إنه" يحتفل العديد من الطرق الصوفية، بالزيارة إلى ضريح سيدي الشيخ أحمد الطيب بن البشير، في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك من كل عام، ويقومون بالدخول لمقام الضريح، ويحصل الابتهال بالدعاء وذكر الله"، مشيرا إلى، أنه "ظل يداوم على هذه الزيارة في كل عام طوال الـ 50عاما الماضية".
وأوضح الشيخ مطيع أن" سيدي الشيخ أحمد الطيب بن البشير، هو من أدخل الطريقة السمانية إلى السودان من قبل 200 عام، والتي أتى بها من المدينة المنورة، وبعدها أقام الشيخ أحمد الطيب، الطريقة السمانية، بعد أن استقر به المقام بقرية أم مرح، الآن التي نحن بها، وقد بايعه حينها مئات السودانيين وكان أبرز من أخذ الطريقة من يده الشيخ قرشي ود الزين والشيخ التوم ود بانق، الذين هم بدورهم نشروا الطريقة في بقية أصقاع السودان قبل أكثر من مئة عام".
© Sputnik . mohamed el fatehأبناء الطرق الصوفية
أبناء الطرق الصوفية
© Sputnik . mohamed el fateh
وفي ذات المنوال، تحدث إمام مسجد الشيخ قريب الله، بأم درمان، عز الدين بشير، لوكالة "سبوتنيك"، وقال" درج تلاميذ وأبناء الطريقة السمانية الطيبيه التقريبية الحسنيه، على أن يأتوا لزيارة ضريح الشيخ أحمد الطيب بن البشير، في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، ومن ضمن هذه الزيارة يقومون بزيارة جبل "أم مرح"، المجاور لضريح ببعض أمتار، حيث تعتبر من أشهر الأماكن بتلك المنطقة الطاهرة المباركة".
وأضاف بشير، أن" جبل أم مرح به غار معروف، كان يدخل الشيخ أحمد الطيب بداخله ليتعبد، ويتقرب للمولى عز وجل، وقد اختار منطقة الغار أول قدومه لهذا المكان، ليكون بعيدا عن الناس قبل قرنيين من الزمان".
وتابع بشير، بأن" الشيخ أحمد الطيب،. ظل يتعبد ويصلي ويقيم الليالي بالغار، حتى حصل له الكرامات ومدد الفتوحات الربانية"، لافتا، إلى أن" بعض الزوار يدخلون إلى داخل الغار ويجلسون في نفس المكان الذي كان يجلس فيه سابقا الشيخ أحمد الطيب، لأجل نيل البركات واقتفاء أثر أولياء الله الصالحين".
وختم بشير حديثه بأنه" منذ وفاة الشيخ أحمد الطيب بن البشير، قبل 200 عام، ظل الناس وطرق الصوفية يزورن ضريحه، وخاصة أن موسم الإبعاد هو مناسبة للتزاور والتراحم والتوادد والتصافي، لذلك من باب أولى أن يزور الناس المشايخ والعلماء، أحياء كانوا أو أمواتا، وذلك للوفاء ومحبة والولاء لهم".