وقال المصدر لمراسل "سبوتنيك": أن الجانب الروسي نقل الرغبة التركية المشفوعة بتعهد للقيام بمحاولة إقناع تنظيم "جبهة النصرة" وحلفائه بحل أنفسهم أو الوصول لـ (أي حل سياسي) مع الحكومة السورية.
وتتزامن المحاولة التركية لتأجيل المعركة على جبهات ريفي إدلب وحماة، بالتزامن مع استمرار الحشود التي ترسلها القوات السورية إلى تلك المناطق، وإلى جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، كما تأتي بالتزامن مع تصريحات وزارة الدفاع الروسية حول معلومات مؤكدة عن تحضير الجماعات الإرهابية المسلحة لهجوم كيميائي استفزازي في مناطق جنوبي إدلب، يرمي لاستدعاء العدوان الغربي على سوريا.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في وقت سابق من اليوم الأحد، أنه "بعد انطلاق الهجوم الكيميائي في سوريا، ستقوم "الخوذ البيضاء" بتصوير القصص للشرق الأوسط والإعلام الإنجليزي".
وقال كوناشينكوف: "في أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في كفر زيتا، تجري مجموعة من السكان الذين تم إحضارهم من شمال المقاطعة استعدادات للمشاركة في تنظيم "الذخيرة الكيميائية" المزعومة و"براميل المتفجرات" من قبل قوات الحكومة السورية، وتقديم المساعدة من قبل عمال الإنقاذ "الخوذ البيضاء" وتصوير الفيديو للتوزيع في الشرق الأوسط ووسائل الإعلام الإنجليزية".
وأشار كوناشينكوف، إلى أنه بهذه الطريقة يتم إعداد استفزازات كبيرة في أراضي سوريا باستخدام المواد السامة لزعزعة استقرار الوضع وتعطل الديناميكيات الثابتة لعملية السلام الجارية.
وكان كوناشينكوف أعلن صباح أمس السبت أن إرهابيي "هيئة تحرير الشام" يستعدون للقيام باستفزاز لاتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب السورية.
وقال كوناشينكوف: "وفقا لمعلومات مؤكدة من عدة مصادر مستقلة في آن واحد تستعد الجماعة الإرهابية "هيئة تحرير الشام" (النصرة) لاستفزاز آخر، وتمثيل أن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في محافظة إدلب".
ووفقا لكوناشينكوف، إنه تم إرسال ثمانية عبوات من الكلور ونقلت إلى قرية تبعد بضعة كيلومترات عن جسر الشغور بعد أن سلمت إلى الجماعة الإرهابية "حزب التركستان الإسلامي" من أجل تمثيل "الهجوم الكيميائي" في مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب من قبل "هئية تحرير الشام".
وأضاف اللواء، أنه يخطط لمشاركة مسلحين مدربين من قبل شركة خاصة بريطانية "أوليف" لتمثيل دور إنقاذ الضحايا من الهجوم الكيميائي الذي يعدونه في إدلب، مشيرا إلى أنه وصل مجموعة من المسلحين المدربين إلى منطقة جسر الشغور.
وقال كوناشينكوف "تم تكليف المسلحين بمهمة تمثيل إنقاذ لضحايا أسلحة كيميائية على غرار "الخوذ البيضاء".
وتابع اللواء، أن تنفيذ العملية الاستفزازية بالأسلحة الكيميائية سيكون بمثابة ذريعة لضرب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لأهداف حكومية سورية.
ويقوم الجيش السوري منذ منتصف شهر تموز يوليو الماضي بإرسال تعزيزات وحشود عسكرية إلى جبهات محافظة إدلب تحضيرا لإطلاق معركة تحريرها من سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، التي تضم في صفوفها عشرات الآلاف من المسلحين الأجانب كالإيغور والشيشان والأوزبك والعرب".
وتنتشر في ريف حماة الشمالي عدة فصائل مبايعة لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) ومن أبرزها "جيش العزة" الذي يسيطر على قرى وبلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والزكاة والأربعين، والذي يحوي في صفوفه عددا كبيرا من المسلحين الأجانب (أوزبك — شيشان — إيغور).
ويعد التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتيلين الشيشان، دورا كبيرا في السيطرة على مناطق شمال وشمال غرب سوريا، وحيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم "الجهاد في سوريا"، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية كما التركستان.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد، أكد في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية في تموز/ يوليو، أن قوات الجيش السوري تخطط للانتشار في جميع المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، وأن إدلب هي الهدف التالي للجيش السوري.