وأضاف عون أن "لبنان سيواصل تنظيم العودة المتدرجة للنازحين الراغبين في ذلك"، متمنياً على المنظمات الدولية أن "تقدم المساعدات للعائدين في بلداتهم وقراهم، أو الأماكن الآمنة داخل سوريا التي سيحلون فيها".
ونفى الرئيس اللبناني أن "تكون السلطات اللبنانية المعنية مارست أية ضغوط لإعادة مجموعات النازحين"، مؤكداً أن "هذه العودة كانت بملء إراداتهم إلى المناطق الآمنة في سوريا".
وعبّر عون عن "قلق لبنان من أي ربط بين عودة النازحين وبين الحل السياسي للأزمة السورية"، داعياً إلى "الفصل كلياً بين الأمرين".
وذكّر الرئيس اللبناني بأن "هناك قضيتين لا تزالان من دون حل سياسي، الأولى القضية الفلسطينية التي مضى عليها 70 عاماً والشعب الفلسطيني ينتظر الحل السياسي، والثانية القضية القبرصية التي مضى عليها 44 عاما ولم يتحقق هذا الحل".
وجدد الرئيس اللبناني التأكيد على أن "لبنان أيّد المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين وهو يتابع مع المعنيين بها درس التفاصيل العملية التي تحقق العودة الآمنة، مشدداً على أنه "باستثناء الأوضاع الأمنية التي تمسّ حياة النازحين، لا يجوز أن يكون هناك أي عائق أمام رجوعهم إلى بلادهم ليعودوا تدريجياً إلى حياتهم الطبيعية ويساهموا في إعادة إعمار بلدهم".
وكان غراندي، الذي وصل إلى بيروت صباح اليوم، قد أطلع عون، في حضور ممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرار والوفد المرافق، على نتائج زيارته إلى سوريا والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين والتي تناولت الأوضاع العامة والمساعدات التي تقدمها المفوضية للسوريين الذين اضطروا إلى الانتقال من أماكن سكنهم الأصلية إلى مناطق أكثر أماناً.
واستعرض المسؤول الدولي عمل المفوضية في لبنان معبراً عن تفهمه لموقف الرئيس اللبناني من موضوع العودة الآمنة للنازحين السوريين، بحسب ما جاء في البيان الرئاسي، شارحاً موقف المفوضية من هذه العودة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، في 18 تموز/يوليو الماضي، عن إنشاء مركز خاص في سوريا لاستقبال وإيواء اللاجئين، لتسهيل عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكدة أن المعلومات بشأن مبادرة روسيا لحل مشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم تنقل عبر القنوات الدبلوماسية إلى مكاتب الأمم المتحدة المتخصصة، بالإضافة إلى السفارات الروسية لدى التي يوجد بها حالياً أكبر عدد من اللاجئين السوريين، في 36 دولة.
وتشير البيانات المعممة، إلى أنه هناك حوالي 7.1 مليون لاجئ سوري مسجل في أراضي 45 دولة، وأعرب 1.7 مليون منهم على الأقل عن رغبتهم بالعودة إلى الوطن، وأغلبهم من لبنان.