من جهته، دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل سفراء الدول المضيفة والمانحة والمعنية بملف الأونروا إلى اجتماع يعقد بعد ظهر اليوم، بمقر وزارة الخارجية، للتداول في الخطوة الأميركية وتداعياتها.
وكانت الخارجية اللبنانية استنكرت، في بيان، قرار وقف التمويل الأميركي للمنظمة الدولية، واعتبرت أن "مساهمات الدول في الأونروا ليست منة او مكرمة من أحد بل هي واجب على الدول التي وافقت على إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وغطت احتلال ارضها وتشريد شعبها".
وحذرت وزارة الخارجية اللبنانية من "النيات المبيتة وراء هذا القرار الذي يأتي في سياق أحداث متتالية من نقل السفارة الأميركية إلى القدس وتكريسها عاصمة لإسرائيل ومن ثم إعلان الكنيست يهودية الدولة والآن وقف تمويل الأونروا"، معتبرة أنه "هذه كلها خطوات للتخلص من حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الدول المضيفة الأخرى، وإسقاط كل محاولة للحل على اساس الدولتين، ناهيك عن دفع العرب المقيمين في فلسطين المحتلة الى المغادرة".
وبحسب آخر إحصاء رسمي صادر عن لجنة الحوار اللبناني — الفلسطيني، فإنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين في لبنان هو 174 ألفاً و422 شخصاً، غالبيتهم تقيم في مخيمات اقيمت منذ نكبة العام 1948 في مناطق عدّة في لبنان، أكبرها مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان.
وكانت الإدارة الأميركية أعلنت، يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة لن تمول بعد اليوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) متهمة الوكالة الأممية بأنها "منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية أعلنت، الجمعة الماضية، قطع المساعدات بشكل نهائي عن الأونروا وهو ما من شأنه أن يلحق عجزا ماليا بالمنظمة الدولية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيزر نويرت، للصحافيين، إن الولايات المتحدة "لن تساهم بعد الآن في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط".
وأضافت نويرت "نظرت الإدارة بعناية في الأمر وقررت أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".
وكانت الولايات المتحدة، وهي أكبر جهة مانحة للأونروا، قد قلصت، بوقت سابق من العام، من تمويلها للوكالة إذ قدمت 60 مليون دولار فقط من إجمالي مبلغ 365 مليون دولار الذي تعهدت به هذا العام.