كاميرا "سبوتنيك" رافقت الضباط الروس أمس حيث قاموا بتوزيع الحقائب المدرسية على أطفال البلدة الواقعة شمال حماة والتي تبعد عن معاقل المسلحين نحو 5 كيلومترات، والتي ظلت صامدة خلال سنوات الحرب ولم يتمكن الإرهاب من إسقاطها.
وأكد الجنرال أناتولي فيتش لوكالة "سبوتنيك": على وقوف روسيا الاتحادية إلى جانب الدولة السورية والشعب السوري والأطفال السوريين الذين يستحقون حياة كريمة وآمنة، وأن روسيا كما ساعدت في الماضي تساعد في الحاضر وستساعد الآباء والأمهات والأطفال السوريين في المستقبل.
بدوره قال طه خميس أحد وجهاء قمحانة، وصاحب المبادرة لوكالة "سبوتنيك": إنه "مع العام الدراسي الجديد أردنا أن نثبت للعالم كله أن أهالي بلدتنا وأطفالها صامدون، والمسلحون لم يستطيعوا تحطيم المقعد الدراسي في بلدتنا بالرغم من كل الدعم المادي والأسلحة التي حصلوا عليها".
جدير ذكره أن بلدة قمحانة، الواقعة شمال مدينة حماة بقيت عصية على المسلحين منذ انطلاق الأحداث في البلاد، ولم يستطع "الإرهاب" دخولها رغم عشرات الهجمات ومحاولات التهجير.
ويعتبر الموقع الاستراتيجي الذي تشكله البلدة أحد العوامل الرئيسية التي جعلت المسلحين يبحثون خلال سنوات الحرب عن ثغرات تمنحهم السيطرة عليها، فالبلدة مرتبطة بأهم القواعد النارية التي ينشرها الجيش السوري في ريف حماة والمتربعة على جبل زين العابدين، كما تعد مدخلاً رئيسياً لمدينة حماة وبوابة لتقدم مسلحي "النصرة" القادمين من مناطق خطاب، طيبة الإمام، وصوران.
وشن مسلحو تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا) العام الماضي هجوما كبيرا على ريف حماة أسموه "وقل اعملوا" بغية السيطرة على المدينة وإسقاط المواقع الهامة التي تتركز فيها القوات السورية في الريف.
وشهدت بلدة "قمحانة" أكثر من 14 هجوما تخلله استخدام العديد من العربات المفخخة، وإطلاق عشرات الصواريخ والقذائف، إلا أنها فشلت ولم تحقق مبتغاها نتيجة القاعدة البشرية والنارية التي أقامها الجيش السوري والسكان المحليين وتدشين كافة المحاور، مما أوقع تلك الهجمات في كمائن أدت لسحق عشرات المهاجمين وتدمير عدة دبابات وسيارات دفع رباعي، فيما سجل الطيران الحربي السوري الروسي حضوراً في معظم الجبهات المشتعلة ونفذ عشرات الغارات التي استهدفت خطوط الإمداد والحركة.