واتسعت الاضطرابات في جنوب العراق يوم الجمعة احتجاجا على الفساد وسوء الحكم من جانب النخبة السياسية في البلاد، حيث اقتحم محتجون القنصلية الإيرانية في البصرة بينما احتجز آخرون موظفين رهينتين في منشأة نفطية قريبة لفترة وجيزة.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن اقتحام القنصلية ليس له علاقة بمطالب المحتجين وأبدت أسفها العميق بشأن ذلك.
تعقيبًا على ذلك، قال عزيز الربيعي، مدير مركز الرقيب للدراسات السياسية والاستراتيجية في العراق، إن محافظة البصرة هي العاصمة الاقتصادية لدولة العراق، وتحتوى على مصالح اقتصادية وإرادات لدول إقليمية وغربية عديدة، مشيرًا إلى محاولة عدد من الدول بسط نفوذها على البصرة بشكل يمكنها من إدارة مصالحها واتخاذها كنقطة انطلاق للمحافظات العراقية الأخرى.
وتحدث الربيعي عن دخول عدد من السفارات وجهات دينية منحرفة، وفق تعبيره، على خط تظاهرات البصرة، أدى بدوره لظهور أشكال عنف وتخريب نتج عنها حرق عدد من المقرات الحكومية والمستشفيات، وكذلك حرق مقر القنصلية الإيرانية، حيث كانت المظاهرات سلمية منذ اندلاعها، وتقدم مطالب مشروعة كالماء الصالح للشرب والكهرباء وتوفير فرص عمل.
حيث دعا رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري للتخلي عن "التصعيد والاتهامات والمواقف العنترية"، التي قال إنه لا فائدة منها. وأكد أنه يعمل "ليل نهار بصمت وكتمان وهدوء"، لتشكيل الحكومة.
بدوره، دعا رائد خوري، وزير الاقتصادي والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، في تصريح صحفي إلى تنفيذ "الإصلاحات العاجلة في الاقتصاد اللبناني"، التي سيكون جزء منها في الموازنة المزمع إقرارها بعد تشكيل الحكومة فوراً.
تعليقًا على ذلك، قال الباحث السياسي اللبناني، حسن شقير، إنه لا يوجد تداخل بين صلاحيات كلا من رئيسي الجمهورية والحكومة، معتبرًا أن ما يحدث حول تشكيل الحكومة عبارة عن مناكفات بين اطراف سياسية مرتبطة بقوى إقليمية مختلفة.
وتابع شقير: "الدستور اللبناني واضح في تحديد الصلاحيات، رئيس الوزراء يشكل الحكومة ثم يرفعها لرئيس الجمهورية لتوقيعها وفق نصوص الدستور، وإن لم يوقعها عون لا يمكن أن تذهب تشكيلة الحكومة إلى مجلس النواب لتنال الثقة".
وأكد الخلاف حول حصص كل تيار سياسي داخل الحكومة الجديدة لم تجد سبيًلا للحل حتى الآن بسبب التدخلات الخارجية.
حيث وصل وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إلى كابول في زيارة مفاجئة سيلتقي خلالها الرئيس الأفغاني أشرف غني والقائد الجديد للقوات الأمريكية وقواتِ حلف شمال الأطلسي.
ومن المقرر أن يبحث ماتيس ملف المصالحة مع حركة طالبان، في ظل صراع طويل الأمد منذ عام 2001 بين الحكومة والحركة.
وقال ماتيس إن أطرافا من حركة طالبان منفتحون على الحوار مع الحكومة الأفغانية. وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني كشف خطة لبدء محادثات سلام مع طالبا.
من جانبها أعلنت الحركة من قبل أنها على استعداد لإجراء مفاوضات لكن فقط مع الولايات المتحدة وليس مع حكومة كابول.
تعقيبًأ على ذلك، قال المتخصص في الشأن الآسيوي، د. وائل عواد، إن "الموقف الأمريكي ليس جديدا من طالبان فالولايات المتحدة كما عودتنا تقوم بالمباحثات السرية مع جميع الأطراف حتى ترى أين تكمن مصلحتها"، مشيرا إلى أنه "كانت هناك مباحثات طويلة مع "حركة طالبان" إما بطريقة مباشرة أو عبر وسطائها وحلفائها في المنطقة".
وأوضح أن "الولايات المتحدة لا تحسب عملية الحرب في أفغانستان بمبدأ الربح أو الخسارة فهي دخلت هذه المنطقة لتعزيز الفوضى الخلاقة مثل ما فعلت في سوريا والعراق وليبيا واليمن"، مضيفا أن الهدف هو خلق مناطق نزاع واماكن جديدة لبيع السلاح الأمريكي من جهة وتحقيق أهدافها في تقسيم وتفتيت هذه المنطقة".