بنغازي — سبوتنيك. أوجد تلك العوامل نوعيات مختلفة من العسل الطبيعي تروق للمستهلكين على اختلاف أذواقهم خاصة "العسل المر" أو ما يسمى "الحنون". ويقول النحال سالم إدريس القبائلي من مدينة المرج الليبية شرقي البلاد، لوكالة "سبوتنيك"، إنه "يمتلك منحل يتراوح ما بين 400 إلى 500 خلية لانجستروث وهي خاصة بإنتاج العسل والطرود النحل فقط".
وخلية لانجستروث هي خلية النحل القياسية المستخدمة في أجزاء كثيرة من العالم لتربية النحل، وميزة هذه الخلية هو إن النحل يقوم ببناء أقراص العسل علي الإطارات، والتي يمكن نقلها بكل سهولة، وصممت الإطارات لمنع النحل من لصق أقراص العسل إذ أنها توضع مع الإطارات المجاورة أو القرب من جدران الخلية، تسمح للنحال بإدارة النحل داخل الخلية.
وأوضح القبائلي أن "النحل الموجود لديه هو هجين بين الكرنيولي والإيطالي، والنحل المعروف داخل ليبيا وعلى الشريط الساحلي بالذات النحل المهجن بين الكرنيولي والإيطالي والنحل المستوطن في ليبيا أو المحلي"، موضحاً أنه "خلال فترة الاستعمار الإيطالي لليبيا تم جلب نحل من قبل الحكومة الإيطالية وفي فترة السبعينات قام مشروع الجبل الأخضر بجلب سلالة الكرنيولي والإيطالي وأصبح النحل الموجود في ليبيا الأغلبية من المهجن، ولكن في الجنوب الليبي في مدينة الكفرة بالذات يقال أنه يوجد نحل سلالة مختلفة ولست متأكد من هذه المعلومة بعد".
وذكر أن "كل خلية تتكون من ملكة واحدة ومئات الذكور والآلاف الشغالات أو العاملات، والملكة هي أنثى كاملة التكوين وظيفتها الأساسية وليست الوحيدة وضع البيض وهي أكبر أفراد الطائفة حجما، وإفراز المادة الملكية بواسطة الغدد الفكية حيث تسمح الشغالات من بناء بيوت ملكات بالطائفة وتسمح بوضع البيض بواسطة الشغالات كما أنها تجذب الذكور للتلقيح كما أنها المسؤولة على تحديد مكان الخلية أثناء طيرانها قبل عملية التزاوج".
وتابع قائلا:
أما عن الذكور فتقتصر وظيفتهم في عملية تلقيح الملكة، والشغالات وهي أصغر أفراد الطائفة حجما وهي أنثى تنتج من بيضة مخصبة، وقد يصل عدد البيوض ما بين 60 ألف إلى 80 ألف شغاله في قمة موسم نشاط الطائفة وهي من يقع عليها العبء الأكبر في جمع العسل وإنتاج الشمع والغداء الملكي وجمع حبوب اللقاح وتقوم أيضا بحراسة الخلية وتغذية اليرقات.
وأشار القبائلي إلى أن "قد يلجأ النحال إلى تغير الملكة الخاصة بالخلية في حالة عدم قدرتها على القيام بالمهام الخاصة بها وذلك وبالنظر إلى كثرة البيض في الحضنة أو حتى بشكلها وحركتها إذا كانت بطيئة وهنا يقوم النحال باختيار ملكة أخرى من طائفة يكون لها صفات جيدة".
وحول أنواع العسل المنتج في ليبيا قال القبائلي إن "أهم الأنواع الموجودة في ليبيا هو العسل المر (الحنون)، موسم إنتاجه ما بين شهر كانون الأول/ديسمبر، وكانون الثاني/يناير، وعسل الربيع أو الربيعي وهو يختلف من منطقة إلى أخرى بالنظر إلى التضاريس والرطوبة والحرارة الخاصة بكل منطقة في اللون والمذاق وموسم إنتاجه ما بين شهر آذار/مارس ونيسان/أبريل، أما عسل السدر وهو أهم الأنواع وموسم إنتاجه في شهر أيار/مايو وعسل الزعتر أو موسم إنتاجه في شهر حزيران/يونيو، وعسل الكافور أو السرول وموسم إنتاجه في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وعسل الأثل أو التماريش موسم إنتاجه في شهر تموز/يوليو".
وأردف "يوجد لدينا أنواع أخرى من العسل مثل الجداري والدرياس والقبار واللبد".
وحول مشكلات إنتاج العسل، اعتبر القبائلي أن الدبابير التي تحاول سرقة العسل والهجوم على خلايا النحل من أكبر هذه المشكلات، موضحا أنه "في شرق ليبيا يوجد نوع يسمى ذئب النحل وهو يقوم بالهجوم على الشغالات من النحل وافتراسها خارج الخلية، ويوجد نوع آخر وهي فراشة السمسم وتقوم بالدخول إلى الخلية الضعيفة حيث تنشر غبار من أجنحتها ما يسبب فقد الشغالات النظر ليتسنى لها أكل العسل".
وأضاف أن شرق ليبيا يمتاز بمناخ معتدل مع رطوبة إلى جانب كثرة الغابات واتساع رقعة المناطق الطبيعة، ما يساعد النحل على التكاثر، لكن تتميز مناطق غرب ليبيا بكثرة إنتاج العسل مقارنة بالشرق وذلك لارتفاع درجة الحرارة في الغرب.