قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سطيف، قرن محمد إسلام، إن حديث حفتر عن رصد قواته تدخلات للجيش الجزائري على الحدود الغربية لليبيا وإن هذا الاختراق تكرر عدة مرات، وإنه أرسل ضابطا إلى الجزائر لإبلاغهم احتجاجه، وإن المسؤولين الجزائريين أبلغوه أنها حالات معزولة وفردية وستنتهي في ظرف أسبوع، وهو تراجع رهيب للدبلوماسية الجزائرية، وانحسار للدور الإقليمي لها، والمرتبط أساسا بالرئيس صانع السياسة الخارجية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ"سبوتنيك"، أن الجميع ركز على تهديدات حفتر بشن حرب على الجزائر رغم عدم منطقيتها، وتجاهل الرد على الجزء الأول من تصريحاته، رغم أنها إن صحت وتأكدت فهي الأخطر، ويجب على الجزائريين التوقف عندها.
وأوضح إسلام أن وجود عمليات عسكرية جزائرية تتجاوز العمل الاستخباراتي، وإن كانت محدودة ومعزولة داخل التراب الليبي، ولها وقت حيث تنتهي في أسبوع كما جاء في التصريح، هو خرق واضح للدستور القاضي بعدم تدخل الجيش خارج الحدود، ومنافيا للعقيدة العسكرية الجزائرية، ولا يخضع لمبادئ الدبلوماسية الجزائرية الثابتة التي لم تتغير منذ الاستقلال، لاسيما في مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول واحترام الجوار.
وشدد إسلام على أن تصريحات حفتر التي تعمدت الخارجية الجزائرية عدم الرد عليها، تفسح المجال للتساؤل، عن من أعطى الموافقة لهذه العمليات (الرئاسة أم قيادة الأركان)، فضلا عن أسباب عدم مصارحة الجزائريين بها، لافتا إلى وجود تقارير إعلامية تؤكد تكرار وقوع الواقعة نفسها، كتدخل الجيش الجزائري داخل الحدود الليبية في قضية اختطاف والي إليزي، وكذلك في قضية استقبال عائشة بنت القذافي ومرافقيها.
وأوضح أن الحكومة الجزائرية لم توضح للجزائريين، ما إذا كان هناك تحولا في الاستراتيجية والعقيدة الأمنية والدبلوماسية الجزائرية، أم مجرد تكتيك فرضته الظروف.