وقال المصرف المركزي بأنه بات بإمكان حملة الفئات النقدية من فئات 50 و100 و200 ليرة سورية، والتي لم تعد بحالة فنية جيدة، استبدالها عبر فروع المركزي في المحافظات اعتبارا من صباح بعد غد الأربعاء 19 أيلول الجاري.
ووفقا لبيان أصدره المركزي بهذا الخصوص، "يشترط في الأوراق النقدية المطلوب تبديلها أن تكون مساحة الورقة المقدمة للاستبدال تزيد على ثلاثة أخماس الورقة الأصلية" وأن "تتضمن الورقة التوقيعين المفروضين كاملين" وأن "تتضمن الورقة أحد الأرقام التسلسلية كاملا".
وجدد المصرف تأكيده طرح فئة 50 ليرة سورية معدنية بديلا للفئة الورقية الحالية قبل نهاية العام الحالي، مشيرا إلى موعد طرحها بالتداول، سيتم في حينه.
وقال الباحث الاقتصادي علي محمود محمد لـ سبوتنيك: يتطلع المصرف المركزي من خلال هذا الإجراء إلى استبدال الاوراق النقدية التالفة لأسباب عدة تتعلق برداءة هذه الاوراق وسوء صناعتها وتعرضها للتلف بوقت قياسي على طرحها في الأسواق، ما أفضى لسيل من الشكاوى الشعبية حول ذلك.
وأضاف محمد: "وعد المركزي منذ حوالي العام باستبدال فئة الـ ٥٠ بفئة معدنية، ووفق ببانه الرسمي، فسيتم إصدار هذه الفئة قبل نهاية العام الحالي، ما يشير —نظريا- إلى رغبته أولا بسحب كامل فئة الـ ٥٠ التالفة في السوق والتي يتوقع ان تبلغ ثلاث ارباع المطروح سابقا إن لم يكن أكثر، حتى ذلك التاريخ".
الباحث محمد تساءل في هذا السياق عما "إذا المركزي سيطرح فئة الـ ٥٠ المعدنية دونما سحب مقابل لها، لا سيما وأن إعلانه يقول بأن الاستبدال الحالي سيكون بنفس الفئة أو بفئات مكافئة للمبلغ المراد استبداله، ما يؤكد بأن حجم الكتلة النقدية سيبقى على حاله قبل وبعد الاستبدال نظرا لاستبدال الفىات التالفة بمثيلها من الفئان او فئات متكافئة"، مبينا أن السوق قد تشهد زيادة في حجم العرض النقدي تمثل حجم الفئة المعدنية المطروحة، في حال لم يسحب معادل لها من السوق.. مستدركا بالقول: وبطبيعة الحال فهذه الزيادة لن تكون كبيرة تبعا للفئة التي تمثلها.
الكتلة النقدية ستبقى كما هي قبل الاستبدال
وترافق إعلان المركزي مع تبدلات طفيفة في السوق السوداء، إذ عادة ما يستغل المضاربون أدنى إشارة من هذا النوع لدفع موجة جديدة من المضاربة، وبالفعل، فقد ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة السورية بشكل طفيف إلى وسطي 465 ليرة سورية لكل دولار.
ووفق نشرة سعر العملات الرسمية التي يصدرها مصرف سورية المركزي، تراوح سعر الدولار أمس بين 434 إلى 438 ليرة سورية للدولار، فيما سجل اليورو سعرا بين 505.4 إلى 508.95 ليرة، على حين سجلت أسعار السوق السوداء زيادة بين 5 إلى 7% للدولار مقابل الليرة.
ويعتقد الباحث محمد بأن الهدف قصير المدى من استبدال فئتي ١٠٠ و٢٠٠ ليرة سورية هو إحصائي بحت، ويسعى لحصر كمية الاوراق التالفة واستبدالها لرداءتها، فيما يتطلع على المدى الطويل إلى وضع تصور لعقود الطباعة المستقبلية واعداد دراسات جدوى بشأن طباعة أو سك هذه الفئات في المستقبل.
وأشار محمد إلى السعي الجدي للحكومة السورية والمصرف المركزي نحو تطوير انظمة الدفع الالكتروني، مشيرا إلى أن المضي في هذا الخيار سيقود أمامه انحسارا متزايدا في حجم التداول النقدي، متخذا في هذا الجانب إلى تفعيل نظام التسويات الاجمالية السورية الذي أطلقه المركزي مؤخرا، والذي يتيح لأي مواطن إنجاز أية حوالة من مصرف لآخر بوقت قصير وبشكل مجاني، ومع وعد باطلاق قريب لبرامج تحصيل الفواتير والرسوم الكترونيا، ما يؤسس لأتمتة المدفوعات والتداول النقدي.
