وأضاف العميد مقصود: "حدد الاتفاق منطقة عازلة بعمق 15 إلى 20 كيلومترا على خط التماس بين الجيش العربي السوري وبين القوات التركية والفصائل المرتبطة بها، وهذا يعني أن عمق هذه المنطقة لا يكون في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، بل في مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية، وهذا ما أفصح عنه عنه البند الثالث عندما أشار أردوغان إلى أن هناك عملا دؤوبا لمنع هذه الفصائل والمجموعات الراديكالية من استفزاز الجيش السوري بعد أن قال الرئيس بوتين أن هناك تهديدات من قبل هذه المجموعات الإرهابية للجيش السوري وللقاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس.
وتابع العميد مقصود: "لا شك أن هناك كلاما مبطنا يمكن أن نقرأه في تصريح أردوغان عندما أشار إلى أن هناك آمالا فتحت عبر هذه القمة لحل القضية السورية وأمن المنطقة برمتها"، معتبرا أن هذا يعني منح روسيا لتركيا ضوءا أخضر مقابل تنازل أردوغان، لبدء تركيا بالتصدي لقوات سورية الديمقراطية، وبالتالي تكون تركيا قد حققت أهم الأهداف التي أرادتها من وراء التحضيرات العسكرية والحشود التي استجلبتها إلى المنطقة.
وأشار العميد مقصود إلى أن تركيا التي استنفذت المهل السابقة التي منحتها إياها روسيا لإنجاز التزاماتها بحسب أستانا حصلت على مهلة إضافية لتنفيذ هذه الالتزامات، "فعندما نتحدث عن منطقة عازلة بعمق 15 كيلومترا في مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية فهذا يعني أن الجنوب الإدلبي ستكون مهمة تنظيفه على عاتق الجيش السوري ومن خلفه روسيا التي تدعم هذه العملية، أي ان العمليات المحدودة كان لها نصيب الموافقة بقية أيام هذا الشهر وصولا إلى 15 أكتوبر، وهذا يعني أن الاتفاق يسمح لتركيا تنفيذ التزاماتها وأيضا الدولة السورية ومعها روسيا لا تمانعان مثل هذه المهلة لأنها في الحقيقة تخفف من الخسائر وخاصة في صفوف المدنيين وتعطي الفرصة للعملية السياسية.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، عن توصله مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى قرار هام ومتفق عليه بشأن إدلب السورية، وبحسب القرار تتفق روسيا وتركيا على خط فصل منزوع السلاح بين المعارضة المسلحة والجيش الحكومي في إدلب.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستجريان دوريات مشتركة في منطقة خط الفصل في إدلب، مضيفا أن مشاورات حول التسوية في إدلب ستعقد مع القيادة السورية في المستقبل القريب.
وقال بوتين للصحفيين عقب مباحثاته مع الرئيس التركي: "درسنا الوضع بالتفصيل وقررنا إنشاء منطقة فاصلة بطول خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول الـ 15 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري، بعمق 15-20 كيلو متر مع انسحاب المسلحين المتطرفين من هناك، بما فيهم مقاتلي تنظيم "جبهة النصرة" (المحظورة في روسيا).
وأعلن الرئيس الروسي، أن دوريات تابعة للشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية ستتولى مهمة المراقبة في المنطقة المنزوعة السلاح بمحاذاة الخط الفاصل في منطقة خفض التصعيد بإدلب، حيث قال: "بحلول 10 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2018 ، بمقترح من الرئيس التركي سيتم إخراج الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ وقاذفات الهاون من جميع تشكيلات المعارضة.
وأضاف "بشكل عام، فإن القيادة السورية تدعم هذا النهج، وفي القريب سنعقد مشاورات إضافية".
مصدر مسؤول في الخارجية: الجمهورية العربية السورية ترحب بالاتفاق حول محافظة إدلب الذي أعلن عنه بالأمس في مدينة سوتشي الروسية وتؤكد بأن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين.