قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إن جماعة الحوثي باعت ولاءها الوطني وتعمل كوكيل حرب لصالح إيران و"حزب الله".
وأضاف "لقد أكدت لكم سابقا ومن على هذا المنبر أن المعضلة اليمنية ليست خلافا سياسيا يمكن احتواؤه بالحوارات، حتى إنه ليس انقلابا بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل أنه تعدى ذلك كله من خلال محاولات ضرب أسس التعايش بين اليمنين ومعتقداتهم الوسطية وثوابتهم الوطنية التي أرستهما ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتان".
وأفاد الرئيس اليمني بأن بلاده تتصارع مع جماعة دينية معقدة، مشيرا إلى أنها سياسيا تؤمن بحقها الحصري في الحكم وتضرب بكل القيم العصرية من الديمقراطية وحقوق الإنسان عرض الحائط.
وشدد عبد ربه منصور هادي على أن الحوثيين يستخدمون كل أساليب العنف الذي مزق المجتمع وخلق الكراهية في الشعب.
وتابع قائلا "من هنا تفشل كل محاولات السلام المتعددة مع هذه الجماعة بالرغم من محاولاتنا وتنازلاتنا الكبيرة من أجل إحلال السلام في اليمن".
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة اليمنية اليوم رسميا رفضها التمديد لفريق الخبراء الأمميين المكلفين برصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
وعزت الحكومة قرارها إلى "كون المخرجات التي توصلت إليها المجموعة والواردة في تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان قد جانبت معايير المهنية والنزاهة والحياد والمبادئ الخاصة بالآليات المنبثقة عن الأمم المتحدة، وكون هذه المخرجات قد غضّت الطرف عن انتهاكات جماعة الحوثي للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".
وأكدت السلطات اليمنية رفضها "أي آليات تنتقص من سيادتها"، مشيرة إلى أن "الآليات الوطنية هي الآليات الوحيدة القادرة على الإنصاف والمساءلة والقادرة على الوصول، أما الآليات الدولية ما هي إلا أدوات تكميلية لها ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون بديلة عنها".
يقول الباحث السياسي اليمني نبيل البكيري في حديث لبرنامج "حول العالم" بهذا الصدد، التجربة اليمنية في الحوار، أصبحت تجربة مريرة وقاسية خلقت انطباعات صعبة فيما يتعلق بتصورات أي حوار قادم. فمسيرة 7 سنوات من الحوار والتي توجت بالحوار الوطني والاجماع الوطني على شكل الدولة، وباعتقادي كانت هذه أهم قضايا مركزية في تاريخ المشهد السياسي اليمني ، ومن بعد ذلك جرت سلسلة حوارات برعاية أممية في جنيف والكويت ، لكن كل هذه الحوارات لم تؤدي بالطرفين للخروج من هذه الأزمة ، وبالأطراف الدولية أيضا إلى فهم مضامين الأزمة اليمنية وسبل مالات الخروج منها، مما عقد مسار أي حوار وأفق أي حوار مستقبلا مع هذه الجماعة.
من جهته يقول القيادي في حركة "أنصار الله" محمد البخيتي في حديث لبرنامج "حول العالم" من أن "أنصار الله" هم من يحملون المشروع الوطني، ويدافعون عن سيادة واستقلال اليمن، مع بقية القوى الوطنية، وهادي انتهى ولم يعد إلا مجرد صورة تستغلها دول العدوان من أجل احتلال اليمن، ولم يعد أحد يحترم شرعية هادي بما فيها دول العدوان، التي منعته من العودة إلى اليمن، وتهينه في كل رحلاته من وإلى اليمن.
ويتابع البخيتي قائلا: نحن موقفنا في "أنصار الله" واضح من قضية الحوار، وضرورة تشكيل سلطة انتقالية جديدة، وبالتالي فإن مصالح هادي أصبحت مرتبطة باستمرار الأزمة وباستمرار الحرب، لان أي حل يفضي إلى تشكيل سلطة انتقالية جديدة ،أي انتخاب رئيس جديد وحكومة وحدة وطنية مقبولة من جميع الأطراف وتستوعب الجميع. وبالتالي من يعطل الحوار في اليمن فهو هادي.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة…
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي