دول دعمت الإرهاب فأصبحت بلا تأثير
وأضاف العميد مقصود: على مستوى الإقليم، برز خلال سنوات الحرب على سوريا دور دول إقليمية، بصفتها دول داعمة وممولة ومسهلة للإرهاب الذي غزا المدن السورية، وكان لهذه الدول مشاريعها الخاصة المرتبطة بالمشروع "الصهيو أمريكي"، وعلى المستوى العالمي كانت هناك جوقة من الدول الغربية التي خططت ورعت ومولت الإرهاب في حربه العدوانية على سوريا، واليوم كل هذه الدول أصبحت عديمة التأثير، بعد الانتصارات "العسكرية والسياسية" التي حققتها الدولة السورية بصمود جيشها وشعبها، وبدعم مباشر من حلفاء سوريا وعلى رأسهم روسيا الاتحادية.
وتابع العميد مقصود، "من هنا نقول إن أمريكا التي كانت منذ بداية الحرب، القوة التي تتحرك من الخلف، وتلعب دور "المايسترو" في استهداف سوريا، فقدت اليوم تأثيرها، وانعكست الانتصارات السورية الروسية على مكانة أمريكا وهيبتها وموقعها، بعدما وجدت نفسها اليوم بلا أوراق، وأمام خيارين أحلاهما مر، أولهما الانسحاب من الأراضي السورية وثانيهما المواجهة مع فصائل المقاومة القادرة على إلحاق خسائر فادحة بالأمريكيين، ولذلك هي تطلق إعلانات متناقضة، تنم عن الصراع الدائر بين مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية، فتارة نسمع تصريحات أمريكية عن إعدادها العدة للانسحاب من سوريا، ثم نسمع تصريحات عن ربط خروج القوات الأمريكية بإخراج الإيرانيين من سوريا، وتارة نراها تربط انسحابها بالتأكد من القضاء على آخر مقاتل من "داعش".
واشنطن تريد إطالة أمد الحرب
واعتبر العميد مقصود أن الولايات المتحدة فقدت في الحرب السورية التأثير والاستراتيجيا وكل ما تريده الآن هو الاستمرار في لعبة إدامة الفوضى أملا بأن يحقق لها هذا أية مكاسب، من خلال تأخير الحسم في إدلب وبالتالي تأخير معركة شرق الفرات التي ستطال الوجود الأمريكي في سوريا، ولكن المعركة حسمت وانتهت، وقضية الفوضى بات تأثيرها على أمريكا أشد إيلاما، لأن دول حلف الحرب على الإرهاب حققت الانتصارات والإنجازات العسكرية في مختلف الجبهات ضد الإرهاب في سوريا، على الصعيدين العسكري والسياسي، وإن توجه الجيش السوري إلى إدلب يعني نهاية الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سوريا منذ سنوات لأن الطريق قطع على مشاريع التقسيم والتفتيت ومشاريع إسقاط الدولة السورية، ومعركة إدلب هي تحصيل حاصل لانتصارات الجيش السوري، الذي يستطيع حسم معركة إدلب في وقت قياسي، ولكن التناقضات في المصالح والتداخل الإقليمي والدولي الكبير عقد مسألة الحسم، باتجاه ترك المجال للحلول السياسية والتفاهمات، من خلال سعي الأطراف إلى دحر هذه المجموعات القاعدية والتنظيمات التكفيرية الدموية، واتخاذ جميع الإجراءات التي تحول دون عودتها إلى البلدان التي صدرتها.
وختم العميد مقصود بالقول، "منذ ثلاث سنوات بدأ التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية، وهي المرة الأولى في تاريخ روسيا التي تتدخل فيها عسكريا خارج حدودها، وفي منطقة تعد منطقة نفوذ أمريكية، ومحاطة بالقواعد الأمريكية وبحلفاء أمريكا من كل الجهات، واليوم لا يختلف إثنان على أن هذه المنطقة أصبحت منطقة نفوذ روسية، وقد بدأت أمريكا تستعد للانسحاب منها، وهذا نتاج طبيعي لصدق روسيا مع حلفائها، وخاصة في الحرب السورية، التي غيرت روسيا من خلالها وجه المنطقة، وبدأت بتغيير وجه العالم".